خالد القيسي
الخطوات المتثاقلة التي بدأت تتفتح عليها عقلية النهج السعودي المتخلف ، في منح جزء من الحريات لمجتمع منغلق ، التي كانت ولا تزال في مفهوم سدنة دين الوهابية المتطرفة من المحرمات ، للخوف من ضياع المال والسلطة المركزة في أيديهم.
كانت هذه البداية تبدو خطوة للامام رغم ثانوية القضايا التي تناولتها وبدأت بها ومحدوديتها ، الا انها فرصة وأمل في تغذية البيت السعودي الموصد الجدران فسحة من هواء التغيير أن تهب .
منها السماح للمرأة في قيادة السيارة، فتح باب التواصل الاجتماعي، فتح نافذة السينما كحالة انفراج ومحطة لاجتذاب الكثير من الناس للخروج من البيوت الموصدة، كسر معول العامل الديني المتحجر السلفي المغلق ، ألذي يعتبر أفلام السينما حرام وأم الشرور وان كانت هادفة..ثقافية.. علمية..توعوية ، والخطوة هذه هي عكس ما حصل عندنا ، من تدمير لصالات العرض السينمائية الجميلة ، لفترة السبعينيات وتحويلها الى أماكن خزن ، أدت الى نكوص دورها في إشاعة الفرحة للعائلة العراقية كمتنفس ترفيهي وثقافي.
الخيارالجديد نهج متغير ومتعدد يتبناه ولي العهد ربما يساهم في تطويع النظام السعودي للتماس مع حافات التقدم الاجتماعي والسياسي والثقافي ومواكبة التحولات الكبيرة والانفتاح على النظم الديمقراطية في العالم.
هنالك فرق بين ما يعيشه الشعب السعودي من ظروف صعبة واوضاع سيئة وبين العالم والشعب العربي المتحضر.. شعب يعاني من نظام حصر المال في عائلة آل سعود وأصوات كبار من مفتي الضلالة تتعالى بالتنظير السيء ألتي لاتتقبل التطور الحاصل في الحياة وخاصة في التطبيق والتفسير.
هم يشاهدون التلفزيون ،يستخدمون النقال وألأنترنيت ،التنقل بالطائرات ، ويعالجون في مستشفيات الغرب ، الذي انتج وسائل العلم والراحة وسبل الثقافة للانسانية وينكرونها على الناس باسم اسلامهم المتحجر.
ما يقوم به بعض من افراد العائلة الجاثمة على صدر بلاد الحرمين وان كانت قشور الحرية ، هي دعاية للنظام الحالي في تحسين صورته ألبشعة من ما يقوم به من قتل وتدمير لشعب أليمن ، ومطاردة ألمعارضين لنظامه وتصفيتهم.
ألاصدارات ألتي أطلقها ولي ألعهد كمكاسب سياسية وشخصية ، وان جاءت هذه الامور متأخرة جدا فهي أحسن من لا تأتي ، ولكن حرية ألرأي المفقودة أسبق وهي جزء من الحقوق ألاساسية للانسان ألسعودي ألذي يتم خنقه ، وتقطيع جسده !
لا تعالج المشاكل ألاساسية التي تعاني منها السعودية ، الا بقرارات جذرية، كف التدخل في شؤون الغير.. العزوف عن السياسات المتخبطة..معالجة التراجع الاقتصادي وكثرة العاطلين عن العمل ، رغم وفرة الايرادات المالية من النفط والحج والعمرة التي تصرف على التسليح وشراء الذمم وايذاء العروبة والاسلام.
تغييرعالم النظام السعودي الذي لا يتخلي عن السلطة لعائلة واحدة تحكم منذ مئات السنين وبآلاف الامراء، أمر يحتاج الى طي سلوك تاريخ آل سعود الاسود، كمدرسة للسلوك السيء، نشاء على المؤامرات ، وتربى على القتل، اراقة دماء ألخصوم وألمنتقدين ، وخدمة الصهيونية.
ستهب على نظام البدواة رياح التغيير وإن بدأت بسيطة ، وتبدل شوارعه المقفرة المظلمة الى حركة وأنوارتضيء زوايا الظلام لتسير الحياة كما يشتهي أبناء المملكة والعرب جميعا.
https://telegram.me/buratha