أمل الياسري
قال الشيخ الدكتور أحمد الوائلي (رضوانه تعالى عليه): (معركة الحسين لا يمكن حصرها بكربلاء، فهي في كل بقعة من بقاع العالم، حيثما ذهبت تجد يزيد وأعوانه، وبالتالي تحتاج الى الحسين وأنصاره)، ثم أن الإرهابيين هم أصحاب الإعاقة الأخلاقية والفكرية المنحرفة، وهم معاقون معنوياً يبررون الموت المجاني، ويختصرون الدين على الجواري والحواري ،ووجبة غذاء في الجنة!
هناك حروب تدار بالنيابة في بلدان جنوب أفريقيا، لمحاربة التشيع الذي انتشر مؤخراً بشكل لافت ومثير للرعب، وابرز الخائفين هم مَنْ لا يحسبون حساباتهم جيداً، وخاصة فيما يتعلق بتمويل الجانب السعودي الوهابي، لمنع مظاهر التشيع ومحاربة الشعائر الحسينية المقدسة، من منطلق إزالة البدع وإحياء السنة، وبالمقابل تأثير إنتصار الثورة الإسلامية عام ( 1979) وإعلان الجمهورية الإسلامية في إيران، ومن هنا بدأ الصراع بين الحق والباطل.
للشيعة اعداد تتزايد يوما بعد آخر في نيجيريا، ولذلك وضعت تحت المجهر، من خلال خطط خبيثة للقوى العالمية والإقليمية، للقضاء على الموالين للقضية الحسينية، وإجبار الشيعة على ترك المذهب، وتعرضهم للقتل والتهجير والحرق، ومصادرة أراضيهم، ولا يزالون يدفنون تحت الأرض بشكل جماعي، لكنهم لم ولن يتزحزحوا قيد أنملة، عن طريق ولاية الإمام علي (عليه السلام)، مدركين أن القضاء على مدلول الشيء، يمهد للقضاء على الشيء نفسه، فدماء الحسين هي مَنْ ثبتت الدين الإسلامي وركزت دعائمه.
حكومة نيجيريا وتعاملها الدموي ضد شعائر آل البيت، يذكرنا بصدام المجرم وحاشيته المجرمة، فالتعسف الذي يمارس ضد المسلمين الشيعة سيزيدها قوة، لكننا نسأل: أين هو إحترام حقوق الإنسان، وخصوصياته الدينية، ومبادئ التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع؟ وأين هي عناوين الحرية والحوار وحقوق المواطنة؟ ولماذا هذا الإحتقان المتجدد كل عام، مع مراسيم شعائر عاشوراء والأربعين؟!
الحكومة النيجيرية إن مارست أنواع القتل والقمع، والتشريد والظلم، والإضطهاد والتعسف، لمنع الشعائر الدينية الحسينية الخالدة، فذلك لن يزيد الشيعة إلا قوة وثباتاً، وعندما تبدأ بعشرات فإنها تتمدد بمباركة من السماء، لتصبح مئات، ثم الآفاً، ثم الملايين، وهذا ما دفع قوات الظلم النيجيرية، لتدمير حسينية (بقية الله) ومحاصرة منزل الشيخ الزكزاكي وإعتقاله، وقتل المئات من السائرين بمسيرة الاربعين، في مدينة زاريا (12/12/2015) إنها مسيرة أرعبتهم.
القضايا الكبرى لن يكتب لها الإستمرارية، إذا بقيت حبيسة حدودها الجغرافية، وإنما علينا أن نجعلها حاضرة في الأذهان والنفوس، لتكون مثالاً للإصلاح والتغيير للواقع الفاسد، ولذلك الشيعة في نيجيريا قضية ستنتصر عالمياً، رغم الصمت الإعلامي العالمي، والإسلامي، والعربي، فالمظلومية مريعة، ومع ذلك فهم يزدادون ثقة بأن النصر حليفهم وإن طال الزمن ومازال سكان (زاريا، كادونا، سكتو، باووشي، كاستينا، غومبا، كانو) يخرجون في حشود مليونية لنصرة مسيرة الأربعين وقضية القدس وهذا ما يثير الجماعات الوهابية والصهاينة!
(نصيبة زكزاكي) تذكر مأساة إستشهاد إخوانها (أحمد وحميد وعلي) عام (2010) وإصابة والديها في مجزرة زاريا، وإقتيادهما لجهة مجهولة (2015)، لكنها تقول كما قالت الحوراء زينب (عليها السلام):(إني لأستصغر قدركم، وأستعظم تقريعكم، وأستكثر توبيخكم، فكيدوا كيدكم، واسعوا سعيكم، فوالله لا تمحوا ذكرنا ولا تميتوا وحينا، ولا تدركوا أمرنا، ثكلتكم أمهاتكم يا ابناء مرجانة وآكلة الأكباد).
https://telegram.me/buratha