المقالات

ما زال مسلسل غرق مناطقنا مستمرا


محمد كاظم خضير

قد يكون غرق أحياء بغداد وأنفاق بغداد وطرق الباحة وغيرها من المدن في سنوات سابقة هو الغرق الأكثر ضحايا بشرية وفي الأملاك، وقد يكون خرير أسقف المطارات والأنفاق الجديدة في سنوات مضت الأكثر مفاجأة، لكن غرق مدن عديدة هذا العام من أول زخات مطر سيكون هو الأخطر والأكبر من حيث اطمئنان المسؤول وأمنه للعقوبة، وذلك بناءً على تعود المسؤولين واستمرائهم لحدوث التقصير دون نتائج محاسبة.

 

ندفع اليوم ثمن تأخر تحديد المسؤولية وصرامة المحاسبة لغرق السنوات الماضية وسوف ندفع مستقبلاً الثمن غالياً إذا لم تتم المحاسبة وإصدار وإعلان عقوبات صارمة على المقصرين في غرق هذا العام وفي فشل مشروعات جديدة ومباني مطارات ومباني مستشفيات في تحمل زخات مطر أثبتت أن الرقابة الهندسية على المشاريع ضميرها يخر فساداً ويقطر بعدم المهنية ويعلن فشلاً ذريعاً للمهندسين وللشركات الاستشارية وللرقيب الهندسي.

 

ما يحدث أيضاً يثير تساؤلاً عريضاً مفاده ما فائدة الهيئات والجمعيات المهنية إذا كانت لا تقوم بدورها في محاسبة وشطب المهنيين المقصرين، فإذا كانت هيئة المهندسين لن تحاسب وتشطب المهندس المقصر في أمانته المهنية وجمعيات الأطباء لن تحاسب وتشطب الطبيب الذي خان أمانة المهنة وأهمل في رعاية المريض وإذا كانت الجمعية الصيدلية لن تحاسب الصيدلي الذي خان أمانة المهنة ووافق على شراء دواء غير فعال أو تهاون في صرف الأدوية المخدرة، وإذا كانت هيئة المحاسبين لن تحاسب محاسباً مالياً قصر في مسؤولياته ومارس فساداً فما فائدة وجود مؤسسات المجتمع المدني؟!

 

يبدو أن علينا أن نراجع حساباتنا في أمور كثيرة ونستفيد من أخطائنا في كوارث سابقة في هذه الدنيا، أما في اليوم الآخر فإن الحساب سيكون عسيراً ودقيقاً وحقيقة فإنني أستغرب ممن يؤمن باليوم الآخر وينام قرير العين وهو يرى جثمان غريق واحد يطفو على زبد سيلٍ يعلن فساده

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك