أحمد سلام الفتلاوي
زيارة مهمة وحدث أهم ، لرئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيخ د. همام حمودي ، ربما لم يسلط عليها الاعلام بشكل مباشر ، لأسباب لايمكن الولوج فيها ، وهي العمامة البيضاء ، التي دخلت القطب البيض ، وبشكل مُلفت للمتابع ، وعلى الرغم من محاولات البعض بحصر دورها في مجال الحلال والحرام فقط ، بينما الحقيقة العمامة السياسية كان لها دور واضح في عملية إسقاط النظام البائد ، ومتصدية حالياً لبناء العراق الجديد سياسياً وتشريعياً، وتختلف من شخص لآخر كلاً حسب دوره وموقعه الديني والسياسي ، وهي التي تسعى الان لإيجاد الحلول والمساهمة الفعلية في رفع الغبن عن الشعوب المستضعفة ، والتأثير على اصحاب القرار في العالم ، واقامة الزيارات والتي هي بمثابة خارطة طريق للخارجيُه العراقية ، لوضع ملامح التعاون إلثنائي بين البلدين ، وبعد تعافي العراق والانتصارات التي منيه بها ، للقضاء على المجاميع الأرهابيه ، و دخولة في مرحلة ما بعد داعش فعلياً ، وعلى الرغم من وجود الفلول الداعشيه والخلايا النائمة في مناطق عراقية مختلفة إلا أن المشهد السياسي والعسكري يشير بطوي صفحة داعش في العراق ، العراق يتطلّع إلى استعادة عافيته بعد سنوات من الاحتلالين الأمريكي والداعشي، وبناء بلد قويّ سياسياً اقتصادياً وعسكرياً يلعب دور فاعل في المنطقة ، هذا الأمر بدأ واضحاً من خلال الزيارة التي قام بها الشيخ حمودي والتقي من خلالها بالمبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط و افريقيا ونائب وزير الخارجية الروسية وبعض القاده الروس ، الزيارة التي تمّت بناءً على دعوة تمت للمشاركة في مؤتمر الرؤية الاستراتيجية السنوي (روسيا والعالم الإسلامي) وهي مشاركة مهمة وموثره على الصعيدين المحلي والاقليمي ، الزيارة حملت رسائل نحو أكثر من طرف لا شكّ أن هذه الزيارة لم تكن لتحصل لولا الاعتراف الحقيقي بالجهات السياسيه والدينية التي تتمتع بـ تأثير كبير في واقع العمليه السياسية ، والثقل الذي يحمله هذا العنوان والإرث القديم والجديد برؤيته وتطلعاته ، والشخصية المعتدله - المتزنة التي يتمتع بها سماحة الشيخ حمودي ، أضافة الي التضحيات التي قدّمتها القوّات العراقيّة على مختلف أشكالها، سيما ابطال الحشد الشعبي الذين لهم الدور الكبير في ارساء الأمن وتحرير المدن ، بل نذهب كمراقبين ومتابعين للزياره وما نشره من حديث الشيخ حمودي بأنه يتكلم وبشكل مباشر ، وبخطى واثقة بأن للزيارة والتي تحاول فيها بغداد اللعب على حبال القطب المهم والاهم روسيا وتأثيرها على الجانب الامريكي ، وما يتمتع بة الجانب الروسي من موقع خاص من خلال مصداقيتها في موقفها في سوريا وتجاه مشاكل المنطقة، وكان لها تقاربا مع السعودية ودول الخليج ومصر ودول المنطقة بشكل عام، وهي عارفة بكل ما يجري، بما يمكن استثمار ذلك في إنهاء الحرب في اليمن تحديداً . فالزيارة التي تعكس استعادة العراق لدوره في المنطقة والعالم ، تعد حاجة ملحّة لبغداد في التقارب مع روسيا، إلا أنّها تحمل فوائد اقتصاديّة، سياسيّة، اقتصاديّة وعسكرية للجانب الروسي ومن ناحية اخرى تعد هذه الزيارة بمثابة ورقة ضغط على الجانب الأمريكي الذي يسعى لأسر القرار العراقي عبر الإمساك بخيوط عدّة. هذه الخيوط التي تتمثّل بتقيد العراق وإدخالةً في صراع مع دول الجوار ، بـ فرض العقوبات على الشعوب المسلمة وما يجرى الان من عقوبات يفرضها الجانب الامريكي على الجمهوريه الاسلامية الايرانية ، وكذلك ورقه مهمه للضغط على الحكومات العربية المستكبرة ، للكف عّن اذية الشعوب المضطهدة وما يحصل الان في البحرين ، وشعب اليمن العزل ، كلها ملفات لا تكون بعيده من لقاءات الشيخ الجانبية والموثره والتي لها اثار مستقبليه وقريبة ، زيارة ناجحة اغاضت الكثير من الجهات السياسية في العراق ، ولها نتائج مهمه ، وهي خطوه تعزز الانطلاقه الفعلية لمشروع التصحيح .
https://telegram.me/buratha
