سعد صاحب الوائلي
عبد المهدي يحتاج مؤازرة في عدة ملفات كي تكون مخرجات فاعليته تؤدي مؤداها المراد.. فبداية.. ينبغي ان يتفهم من حوله من فاعلين في السلطة التنفيذية ابعاد مشروعه التغييري.. وطبيعي ان الكثير من عناصر كابينته الوزارية مدعوون للانسلاخ من الضاغط الحزبي والكتلي للانصياع للضاغط الوطني الحقيقي بالمقام الاول. هذا امر .. والامر الاخر.. فان مشروع عبد المهدي الاقتصادي ينشعب الى بنود عديدة واولويات تنتظم وفق مصفوفة غاية في التعقيد وتخضع لجدولة غاية في الدقة في ازمان التنفيذ.. كما انها بذات الوقت تكون مرتهنة لجملة من الخيارات الجاهزة للتبني وفق جردة توقعات ردود افعال الاخرين. سواء الشركاء في الفريق الحكومي.. او لوبيات الضغط التي تقف خلفهم.. وكذا بالمقام الاخر ... الردود الشعبية.. او ما يعرف بابجدية السياسة .. ضغط الشارع.. فآلية التعاطي من قبل عبد المهدي تمسك زمام المبادرة لاختيار اقرب آليات التنفيذ الصحيحة والمرجوة ان بقيت خيوط التناغم بين تلك الوحدات في سطح الانسجام.. وبمعنى اخر.. فان عبد المهدي على سبيل المثال.. سوف لن يقدم قضية كشف الحسابات الختامية في هذا المفصل الزمني الراهن.. وسيعمد لتأخيرها لحين تهيؤ مقومات تفعيلها.. ولعله ستكون موضوعة تفعيل الضرائب الاولية الاساسية المترتبة على المواطنين على سبيل المثال ازاء خدمات الماء والكهرباء و اعادة الحياة الى النظام الضريبي الطبيعي المعتمد في معظم البلدان.. فان لم يذعن الشعب وسدر في عنجهية الفوضى وعدم الالتزام امام الدولة ازاء الخدمات. وأصر الكثير على تمييع قضية الضرائب ويفضل الاستمرار في قضية تجميد تلك الضرائب والابقاء على مكسب المجانية القائمة بالفعل في اكثر من نصف البلاد تقريبا.. فستناصب مثل تلك الشرائح العداء لعبد المهدي.. وسيعلو شعار( اجه على الفقره).. هذا مثال فقط..وهكذا في قضية التخلص من ربقة ريع النفط وحتمية تنويع مصادر الدخل، وقضية تنهيض القطاع الصناعي واعادة الحياة للقطاع الزراعي، وبناء منظومة سياحية ناجعة تقوم وتنظم كل الموارد الرهيبة للسياحة الدينية والاثارية والحضارية والتراثية والطبيعية في البلاد.. فالمؤازرة الشعبية لعبد المهدي ستكون دافعا قويا للرجل كي يقدم على اتخاذ الفاعليات التالية في مصفوفته المعدة للتنفيذ.. فان اصرت الاحزاب على مواقفها.. وفضل النواب على الركون بانتظار اجراءات الرجل دون دعمه ومؤازرته، واصر المنتفعون في اوساط الشعب على العض بالنواجذ على ما هو متاح حاليا من مكاسب حالة الفوضى القائمة فسيعمدون على رفض سياسات عبد المهدي التصحيحية ويلزمون خيار مناصبته العداء والتشهير عليه... هذا انموذج ومثال واحد فقط... وبذا فان الرجل بتراكم النتائج المناوئة لخطواته الاصلاحية ومن كافة الملفات فسبدخل في ضائق عدم التمكن من ترجمة مشروعه الاصلاحي الكبير والطويل .. وسيسقط في يده.. ناهيك. عن عصي الضاغط الغربي والاميركي والاسرائيلي في عجلته. والذين خبروا منهجية الرجل منذ كان رئيسا لتحرير مجلة اليقين الصادرة بالفرنسية في باريس خلال الثمانينيات.. وعرفوا خطورة متبنياته على الصعيد الوطني اذا ما ثنيت له الوسادة.. لذا فالرجل بحاجة الى مؤازرة شعبية صادقة وواعية كي يتمكن من ترجمة استراتيجيته في التنهيض التي سطرها في اطروحته للدكتوراه والتي لم تر النور والتي فصّلت منهجية تعاطيه الاقتصادي الى جانب ادبياته الاقتصادية والادارية العديدة التي رسمها لاعوام في افتتاحياته بجريدته وما تضمنته من توصيف تاريخي ومرحلي للاقتصاد العراقي وسط قائمة الضغوط التي تحيق به محليا واقليميا ودوليا..
https://telegram.me/buratha
