المقالات

الحراك العراقي الخارجي ... دلالات ومضامين .

2447 2018-11-13

قاسم العبودي

 

في خطوة تحسب له , قام السيد رئيس الجمهورية العراقية المحترم برهم صالح بزيارة خليجية , هي الأولى له على مستوى الزيارات الخارجية . 
فقد زار السيد الرئيس دولة الكويت ( الشقيق ) ودولة قطر ودولة الأمارات العربية المتحدة ( وكلهم أشقاء ) . يبدوا أن المنهاج الرئاسي , يتضمن العودة بالعراق الى حاضنته العربية التي شط بها الرئيس العراقي المقبور صدام , بعيدا عن محيطه الأقليمي والعربي بسبب سياساته العدوانية الهوجاء . أن تداعيات الشرق الأوسط الجمة , من عقوبات أحادية الجانب على الشعب الأيراني المسلم , الى حرب ضروس في اليمن , وما رافقها من أستهتار واضح بكل القيم والأعراف الدولية , الى غارات صهيونية مستهدفة القطاع الوحيد المتبقي للفلسطينين , كفيلة بأن تجعل المراقب للأحداث أن ( يتحير ) في هذه الزيارة الخليجية للرئيس العراقي . فماذا تحمل هذه الزيارة من رسائل ؟ 
بقراءة بسيطة يتبين للمتابع أن الرجل يحاول أن يسوق نفسه بطريقة غير تلك التي سلكها سلفه فؤاد معصوم الرئيس السابق . فهو من جانب يحاول أرضاء خصومه السياسيين في الداخل العراقي , ومن جانب آخر يحاول الأندماج بالمنظومة العربيه ( الهزيله ) التي لم تتبنى حد هذه اللحظة لأي مشروع عربي حقيقي . 
كما أن الجهد السياسي الخارجي لم يرتق الى المستوى المطلوب منذ عام 2003 حتى اليوم . كثير من التسريبات رافقت هذه الزيارة , فتارة نقرأ بأن الرئيس يحمل في جعبته وساطة عراقية لأنهاء الأزمة الأيرانية الأمريكية , وكأن المسألة نشوب خلاف ما بين الأمريكيين والأيرانيين وليست مسألة خلاف عقائدي , وتصريح بالعداء نهارا جهارا للجمهورية الأسلامية التي تتبنى أنصاف مظاومي العالم .. وتارة أخرى نسمع بأن الرئيس يبحث عن موارد أخرى غير التي كانت تردنا من الجمهورية الأسلامية الأيرانية , فيما أذا تشدد الحصار الظالم على الشعب الأيراني المسلم . 
في كل الحالتين نقرأ بأن أيران تقريبا محور اللقاءات بين الرئيس , وبين قادة الدول المزارة . السؤال الذي يجب طرحه الآن ؟ الى متى تظل الحكومات العراقية , قابعة خلف الخوف الأمريكي ؟؟ 
الى متى تبقى حكوماتنا تقدم رجل وتؤخر أخرى بالذود عن مصالحها مع الشعب الأيراني المسلم , الشعب الذي لم يتوانى لحظة واحدة بمد يد العون للعراق شعبا وحكومة ؟؟ الى متى نبقى أسرى القبول والرضى العربي حتى نتفاعل مع الجمهورية الأسلامية التي يرى كثيرا من ساسة العراق وقادته بأنه الشعب الأيراني ظلم ولا يزال يظلم ؟؟ أعتقد أن الوقت قد حان لأعلان العراق بالتصريح الرسمي بأنضمام العراق الى محور المقاومة , وعدم الخوف من بطش أمريكا . ومراعاة مصلحة الشعب العراقي , الذي بات بعيد كل البعد عن منظومته الأقليمية الصحيحة , وليس المنظومة العربية الخليجية التي أوغلت بدماء العراقيين منذ سقوط النظام المباد وحتى اليوم . أعتقد يجب أن تصحح المسارات , ولا نبقى بأسقاطاتنا السياسية القديمة , وخصوصا نحن على أعتاب مرحلة جديدة . تتطلب كل جهد وطني مخلص شريف .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك