المقالات

الغباء عقبة في طريق بناء العراق..!

2068 2018-11-16

كاظم الخطيب

 

الغباء تلك الآفة الأكول، والفاه الشره، اللذان يتغذيان على خلايا الفهم والإدراك، ويلتهمان مراكز التمييز والإحساس.
تارة يكون الغباء سلوكاً فردياً، ونقصاً مدركياً، ويكون تأثيره محدوداً، بمحدودية مدارك المرء الذي أبتلي به بصورة جلية واضحة ظاهرة. 
تارة أخرى يكون الغباء باطنياً، بحيث يخيل لهذا الشخص، بأنه على درجة عالية من الذكاء، وإنه قادر على التمييز بين الأمور بشكل واعٍ ومسؤول، في حين تجده من الغباء لدرجة يصعب فيها الإتفاق معه في النقاش على أمر هو غاية في البداهة، والوضوح.
أزمة العراق مع داعش، أفرزت الكثير من الحقائق التي لا يمكن أن يختلف عليها إثنان، ولا أن ينكرها أحد، فقد إجتاحت فلول داعش المحافظات الغربية من البلاد، حتى وصلت إلى مشارف العاصمة بغداد، بعد تخاذل قادة الجيش، وتآمر بعض الشركاء في العملية السياسية، وتواطؤ الكثير من أبناء تلك المحافظات وإنخراطهم في صفوف داعش. 
كان من أهم تلك الحقائق، هي ولادة جيش عقائدي وطني، يتحلى بالشجاعة والإقدام، ولد هذا الجيش من رحم القاعدة الولائية للوطن وللمرجعيات الدينية، وعلى رأسها، مرجعية السيد علي السيستاني، صاحب فتوى الجهاد الكفائي؛ التي دعت إلى قتال الغاصبين من الدواعش.
حقيقة أخرى أفرزتها هذه الأزمة؛ وهي ظهور الجمهورية الإسلامية كحليف إستراتيجي مهم وفاعل بالنسبة للعراق.
وحقيقة ثالثة وهي حالة من التلاحم الحقيقي بين الشعبين العراقي والإيراني، من خلال المشاركة الفاعلة في مواجهة الخطر الداعشي، من خلال الدعم الإيراني.
الحقيقة المؤلمة الرابعة، التي أفرزتها هذه الأزمة، هي وجود جيش من المغفلين، من الذين باهى بهم معاوية بن أبي سفيان- قوم لا يفرقون بين الناقة والجمل- قوم ينادون لحلفائهم( إيران بره بره)، ولأعدائهم( دارك يالأخضر).
قد يأتي من يقول متسائلاً وبكل غباء، كيف تجعل من الأعاجم حلفاءً لك، ومن العرب أعداء؟ وأقول له إن صفة العرب لا تنفي أن يكون العربي عدواً، كما أن صفة الأعجمي لا تثبت أن يكون الأعجمي عدواً، بدليل قتال العرب لنبي الرحمة محمد- صلى الله عليه وآله- وقتال العرب لعلي- عليه السلام، وقتلهم للحسين- عيه السلام، وقتالهم بعضهم بعضاً على مر الدهور، فأي صفة يمكن أن تطلقها عليهم في هذه الأحوال؟ أليس هي صفة العدو؟.
روسيا بلد أعجمي، وكانت حليفاً إستراتيجياً مهماً لسوريا، وكانت إيران والصين كذلك، بينما كانت السعودية ومستنقعات الخليج ومصر- التابعة ذلاً وإمتهاناً لآل سعود- ومرتزقة المغرب والسودان كانوا- وما زالوا- هم ألد أعداء العراق، وسوريا واليمن.
أقول للعبيد الذين يدعون الحرية وللمسوخ الذين يتبجحون بالعروبية، إسلخوا عنكم جلود الأفاعي، وتنبهوا لمصيركم القادم، على أساس قراءة منصفة للتأريخ والذي هو بالأمس القريب..وإسألوا أشلاء إخوانكم، من الذي مزقها بالمفخخات؟ ورقاب أهليكم، من الذي حزها بالحراب؟ وفروج نساءكم، من دنسها بالنكاح؟ وعوائلكم، من الذي هجرها في المخيمات؟. 
لابد من الرجوع إلى العقل، والخروج من دائرة الغباء المقنع، والذكاء المصطنع، لابد من أن نجعل العراق- بلدنا- فوق كل الإعتبارات فمصلحة العراق مع من يكون حليفاً له؛ وإن كان أعجمياً، لا مع من يجاهره العداء؛ وإن كان عربياً.
لا يمكن بناء وطن بتصورات الآخرين، كما لا يمكن أن يتحرر شعب بتبعية مشتتة، وولاءآت متنوعة، فلا ولاء إلا للعراق، وما عداه إما حليف أو عدو.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك