قاسم العبودي
بالأمس قلنا غزة تحترق , واليوم نقولها بزهوا .. غزة تنتصر . يبدوا أن الأنكسار العربي , والأسقاطات السياسية المخزية لرؤساء الدول العربية , والسباق المحموم للتطبيع مع الكيان الغاصب , أتت ثماره بما لا تشتهيه أمزجة القادة العرب .
لقد اثبتت الحرب الأخيرة في غزة , أن المقاتل الذي يمتلك خندق نزيه , يكون النصر حليفه . كيف وهذا الخندق هناك من يغذيه برصانة الفكر , والدعم الذي لا حدود له .
أن النصر الذي أنبثق من قلب أدلب السورية قبل أكثر من ستة أشهر , أعطـــــى جرعة نصر فورية في مدينة الحديدة اليمنية التي تكالبت عليها قوى الشر .
أنعكس ذلك أيجابا في مدينة غزة التي قلبت كل الموازين التكتيكية ( الأسرائيلية ) .وذهبت بعيدا بقادة الصهيونية بأستقالاتهم الجماعية .
أعتقد أن على قادة الدول ( المهرولة ) صوب التطبيع , عليهم أعادة النظر بسياساتهم الهوجاء , والخروج من الطاعة المذلة ( للسيد الأمريكي ) , الذي لن يستطيع حمايتهم طويلا . أن التصور الحقيقي للقضية الفسطينية يجب أن يكون نصب أعينهم . يجب أعادة قراءة القضية من جديدة ووضع حساباتها داخل الأمكان الأفتراضي .
أن أستقالة وزير الدفاع الصهيوني ( ليبرمان ) لهي دلالة واضحة , على ضبابية المشروع التكتيكي الصهيوني . لأن الرجل قالها وبقوة , يجب القضاء على حماس الثورية , التي ترتبط بالجمهورية الأسلامية الأيرانية , والتي تعتبر الأب الروحي للثورة الفلسطينية القادمة .
وضعت حماس النظام الصهيوني والأمريكي في وضع حرجا جدا , فهي من جهة أثبتت فشل المنظومات المضادة للصواريخ الفلسطينية التي عبرت وبكل بسالة الى الداخل الصهيوني , وأثبتت من جهة أخرى حماقة السلوك السياسي لشركائهم السياسيين الجدد من عربان الخليج .
حقيقة أن ما يجري في دول المحور المقاوم من أنتصارات فذة يدعوا الى التفكر جديا , ودراسة المعطيات التي أنبثقت . لأن هذه الأنتصارات الباهرة قطعا تقف خلفها عقليات تدير الأمور بشكل سليم . بالأضافة الى الدعم اللا محدود الذي يقدم لهذا المحور الشريف , محور المقاومة .
على الأنظمة العربية أن تعي جيدا , أن أرادة الشعوب لاتقهر , وأن طال الزمن . وعليها أن تعيد حساباتها مع قادة الدولة الأسلامية الأيرانية , التي لم تتأخر يوما بالذود عن قضايا الدول العربية المصيرية . عليهم أن يعوا جيدا أن العدوا الحقيقي ليس في أيران بل هو في تل أبيب .
جزء من هذا الكلام موجه لبعض الأدمغة التي علاها الصدأ الفكري القومي , الذين صدعوا رؤوسنا بسؤالهم الوحيد والذي لايجدون غيره . لماذا لا تقاتل أيران ( أسرائيل ) أذا كانوا أعداء حقيقين لهم ؟؟ نقول لهؤولاء ولغيرهم ... أن أنتصار المحور المقاوم للأستكبار العالمي لم يأت من فراغ ...وتفكروا يا أولي الألباب , أن كان لكم لب يستطيع التفكير حقا .
https://telegram.me/buratha