سجاد العسكري
بعد زوال النظام البعثي المجرم في عام 2003م ابتهجت بعض الدول, واخرى صبت جم غضبها على العراق لانهم تخلصوا من الدكتاتورية والظلم الذي طالما انتفع منه الكثير من حكام وشخصيات بواسطة كابونات النفط المجانية التي كانت تعطى لهم دون اي مقابل, الا ان يجعلوا من جرد البعث بطل الامة العربية ؛ليزجوه في صراع مع دولة جارة للعراق , والدعم مفتوح لا حدود له رغم اعطاء الفتات لمن يطيع اوامره بالقتال ضد الجارة ايران , والتي كانت في بداية ثورة اراد لها الاستكبار العالمي ان تهدم في المهد؟! بوساطة عملاء وخونة الشرق الاوسط والوطن العربي , فمنذ ذلك الحين والحقد الدفين يسعر في قلوبهم وعلى السنتهم الحقودة , والاسباب معروفة منها طائفية وعنصرية وتوسعية!
فمنذ اليوم الاول والجمهورية الاسلامية الايرانية ابتهجت وقدمت يد العون وطالبت بان يستلم زمام الامور الشعب العراقي , لتتبلور اول حكومة عراقية بعد حكم فاشي دكتاتوري اجرامي بعثي ,فبادرت ايران بالاعتراف بها , وفي ايلول 2004م استأنفت ايران والعراق علاقاتهما الدبلوماسية وخصوصا بعد زيارة وزير الخارجية حينها كمال خرازي , فاسفرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات واصدار مجموعة من الاوامر بين البلدين فيما يخص المحتجزين ,فبدأت تتعمق العلاقات رغم شابها شيء ما في ظل حكومة اياد علاوي؟!
ولعل من ابرز الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين هو التعاون امني مشترك لضبط الحدود , والتنسيق الامني ,والمساعدة في تأهيل الجيش العراقي الذي تعمدت امريكا في انهيارالاجهزة الامنية عموما؟
فقبل هجوم قوات الامريكية وحلفائها على العراق كانت العلاقات مابين النظام الصدامي والدول العربية عبارة عن اتهامات متبادلة , وتفرج امريكي؟ الى ان دفعت الدول العربية امريكا للدخول الى العراق عبر قواعدها المنتشرة في دول الخليج , وفتح الممرات المائية لعبور حاملات الطائرات ,فكانت دول الخليج ومصر ممرا لقصف العراق, وعند سقوط الصنم في 2003م كانت تسعى وتقف الى تحقيق امران :
الاول: السعي الى موطىء قدم في العراق لتنفيذ اجندتها الخارجية في زعزعة وتقسيم العراق .
الثاني: الوقوف ضد اي حكومة عراقية ذات طابع شيعي اي كبت الاغلبية المسالمة.
فخابت الامال وبدأت وسائل الاعلام بسياسة التحريض المذهبي عبر دعم حركات الارهاب المختلفة وتمويلها بالمال والسلاح , لتشن هجمة شرسة عبر اذرعها بأن الحكومة تابعة لأيران ؟ ثم زعمت اضطهاد المكونات الاخرة رغم تمثيلهم ومشاركتهم في الحكومة ؛ فاستخدمت الدول المخربة اساليبها في العنف والارهاب لتنال من حرية الشعب العراقي وسط سكوت امريكي عن مايجري للعراق من انتهاك حدوده وعبور الارهابيين لداخل الاراضي العراقية للتفجير والقتل والتهجير وتحت مسمى طائفي ؟! فهذا هو الدور الذي اتخذته الدول العربية الجارة والشقيقة مع العراق الذي لم يرد له النهوض والشفاء من جراحاته .
اما الدور الايراني فقد كان داعم حقيقي لأمن واستقرار العراق ودفعه نحو حكومة قوية تدار من قبل جميع مكونات الشعب فدعمت العراق اقتصاديا عبر فتح العديد من الشركات والمصانع وزيادة الصادرات المختلفة , اما في عام 2014م بعد اجتياح داعش الارهابي لأكثر من ثلث العراق, فبادرت الى الدعم العسكري للعراق في حربه على الارهاب ,والذي هو صنيعة مخططات امريكا وحلفائها , وخرج منتصرا بعد ان تركته الدول الشقيقة والجارة لأجندة التقسيم الطائفية .
اليوم العراق يشهد علاقات تقارب وثيقة وعميقة مع ايران عبر زيارة رئيس الجمهورية العراقية , بالاضافة الى الروابط الاخوية والعقائدية والمشتركات بين الشعبيين ,السؤال من اين , وكيف نشأة هذه الثقة ؟ والى انظار دول الامة العربية وبعض الاسلامية متى سيكون دوركم حقيقي ويلبي الطموح ؟!
https://telegram.me/buratha