سجاد العسكري
احدهم يهرب من بطش داعش , واخر يتسول او يؤجر للتسول , واخر يبحث مابين اوساخ وانقاض , وقسم اخر مابين زحام السيارات والتقاطعات يحمل الشاي الكلينس ,او بخاخ وماسحة لتنظيف زجاج السيارات , وقسم اخر من اطفال العالم تحت قصف الطائرات يدفنون احياء , ميتون من شدة الجوع فيهم بقايا هواء بلا غذاء! ؛ لكن لعل اشدها عنفا هم اطفال مغسولة ادمغتهم ومدربين على فكر اسلافهم القاعدة وداعش قتل وذبح وتفجير ليرفعوا اصبعهم وهم يكبرون بلا وعي و بلا مستقبل واضح , الا ان غايتهم حور العين بعد انتحارهم , وكل هذا تحت اشراف وانظار المنظمات العالمية , ودول الاستكبار العالمي التي باتت مقتنعة ومنفذة لسياسات تقليل الكثافة السكانية للعالم بوسائل مبتدعة من قبله لينفذها عملائهم في مناطقنا؟! هذا هو حال اطفال عالمنا بشكل مختصر؟!
فالنظام الصدامي المجرم كان يفرض على المستشفيات احصائيات بنسب وفيات الاطفال كل يوم, ليستعرض امام العالم بموكب من اطفال العراق وهم يودعون الحياة لتحملهم السيارات بنعش اكبر من اجسادهم البريئة , ليشترك العميل والاستكبار سويتا في قتل الطفولة من اجل سياساته وحصارهم , والضحية اطفال موتى مشردين ايتام ؛ ليعيش القائد المجرم ونظامه , ويموت اطفال الشعب المظلوم!
سقط النظام المجرم 2003م ,وغزة امريكا العراق , ليفرح الناس التخلص من الظلم والظالم ؛لكن الفرحة لم تدم طويلا حتى بداءت صفحة جديدة من القتل المنظم وبأشراف المحتل لتطال الجميع , ليكون للاطفال حصتهم منها , لتندمج قومية البعث بالفكر الديني المتطرف ليشكل القاعدة ؟! والذي لم يرحم احد, لا رجال ولا نساء ولا كبير , او طفل صغير مازال في كفنه الصغير يناغي الحياة , لم ترف لهم جفن عند قتلهم للبراءة في مهدها؟!
فنطوت صفحة اخرى من المعاناة والقتل الطائفي الذي حصد عشرات الالوف من الابرياء , فتنفسنا الصعداء بامل يستقر الوضع ليتحسن نحو الافضل ؛لتبداء صفحة جديدة ويفتح شعاع الامل مرة اخرى نحو مستقبل اطفالنا؛ لتنتكس الاوضاع ونبتلي بالفساد الاداري والمالي الذي نخر مؤسسات الدولة وهدد خطره ناقوس الطفولة, لنتعلق بخيوط الامال التي تنافس عليها اقارب واعمام وحزب المسؤول ؟!
وبين هذه الهموم التي انهكت الجميع ولعل قسم من الاطفال لا يشعرون بها , والقسم الاخر اصبح الطفل الرجل من اعباء وارث تحملها بسبب الاوضاع المزرية التي لا تكترث للعامة بل لمصالح طبقة محدد من المجتمع يحمل صفة السياسي المسؤول صاحب الحصانة والمنجزات الواهية!, اقبلت علينا عاصفة سوداء لنتفاجيء بسقوط المحافظات وانسحابات ومجازر, والزائر هذه المرة يحمل مسمى (داعش ) ليفرض افكاره العنصرية والطائفية على الجميع اما حصة الطفولة منها التدريب المنظم والقتل بدم بارد ليزرعوا في عقولهم بذرة الحقد الطائفي !
هذه المشاهد ابرز المشاهد لمدة ليست بالقصيرة, التي تدمي جبين الانسانية , وباتت طبيعية عند اغلب الناس فالطفولة قد اغتصب مستقبلها , واصبح الجميع يفكر بالانية التي يعيشون فيها , متغاضين او غافلين او اخذتهم هموم الحياة ومعيشتها غير عابثين بمستقبل جيل يؤمل ان يبني مستقبلهم ومستقبل وطنهم ؛لكن ماهي المقومات التي ستبنى لهم الامل والطموح, فباي عيد يفرحون عيد الطفولة المذبوحة في مهدها ام المستقبل الذي تسيطر عليه وتهيمن امريكا والصهيونية التي تشرف على جرائم المتطرفين العنصريين الطائفيين في الشرق الاوسط فلسطين العراق سوريا لبنان البحرين واخرها مجازر بالجملة في اليمن ؟ اين حقوق الاطفال ؟ لم نسمع اي معتوه يتكلم عن جرائم الطفولة في اليمن , والجميع يتكلم عن صحفي قتل في سفارة وازمات دولية وسجالات ...فاصبحتم بلا ضمير, المصالح هي التي تحرك المنظمات الدولية , حول الحالات الانسانية التي تعاني منها الشعوب , فاقتراف البشر والحكومات المهيمنة اخطاء على مستوى سياساتهم ؛لكن اكثر ضراوة هي جريمة التخلي عن الاطفال ,لانهم المستقبل الواعد وتأجيل الرعاية المطلوبة لهم ,والكثير من العلماء اعتبر المراحل الاولى لنمو الطفل من اهم مراحل حياته .
لذا قالوا( إذا أردنا أن نحقق السلام الحقيقي في العالم، فعلينا أن نبدأ بتعليم الأطفال).
https://telegram.me/buratha