المقالات

أحفاد الانقلابيين يحاربون ذكر ى المصطفى

2692 2018-11-27

حميد الموسوي

 

رسول كريم معصوم مسدد.. هو سيد الكائنات، وافضل المخلوقات، وجامع ارقى الصفات، إلى الحد الذي قرنه الله برأفته ورحمته، فقال بشأنه: (بالمؤمنين رؤوف رحيم) ، ولأجل الرحمة بعثه خالقه، فقد كان مثالا عاليا في ظهورها وتجلّيها من خلال سيرته العطرة، لم يدركه الأولون ولا الآخرون، اصطفاه الله فلم يسبقه ملك مقرب ولانبي مرسل فكان المصطفى الاوفى، بما حمّله الله من لطف عنايته، تفرد في قربه من الله وتميّز في ذلك القرب، فلم يلحقه إليه أحد .. تنزّه عن الصغائر واللمم فنال عن جدارة واستحقاق درجة المعصومية ؛ كان العبد الذي عرف خالقه حق معرفته، فأعطاه ربه ما هو اهلا له .. انه الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ ارسله ربه الاعلى ليبصر الناس كافة بحقيقة خالقهم ويدعو هم الى عبادته وطاعته وحمده وشكره على ما أولاهم من نعمه، فأوفى برسالة سمحاء، بلاغا بلسانه، وتطبيقا بجنانه،ودفاعا بيده؛واستعانة بيد اخيه هرون الامة علي بن ابي طالب واولاده . لكن الامة التي تفانى في انقاذها من الجهالة والظلمات والتخلف لم تنصفه ولم تأخذ بوصيته : (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما فلن تضلوا ابدا )
نعم انقلبوا على اعقابهم واختاروا النفاق سبيلا كما استشرف الحدث واستبقه قرآن الله المجيد (( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) . انقلبوا الا فئة صدقوا ماعاهدوا الله ورسوله عليه فنفي منهم من نفي وعزل منهم من عزل وقتل منهم من قتل ؛ وامتد الانقلاب واستفحل ليطول ذرية الرسول الكريم ذبحا وسما وصلبا وتشريدا ؛ وتوسعت دائرة الاحقاد فشملت اتباع اهل بيت النبوة تنكيلا وحرب ابادة على يد طواغيت بني امية وبني العباس وسلاطين العثمانيين والى يوم الناس الناس هذا . ونحن نحتفل بذكرى مولد رسول الانسانية ؛ هذه الذكرى التي يحاربها بقايا احفاد الانقلابيين من اتباع ابن تيمية وابن عبد الوهاب لايسعنا الا نشكر الجمهورية الاسلامية الايرانية التي جعلت من هذه الذكرى المباركة اسبوعا للوحدة والمحبة الاسلامية تأسيسا على يد الامام الراحل روح الله الخميني قدس سره ومنذ 32 عاما ؛ تحتفي فيه من كل عام بعلماء ومراجع الدين من جميع الطوائف والملل والنحل سعيا لتوحيد صفوف هذه الامة بوجه اعدائها . وهاهي تقيم مؤتمرها الثاني والثلاثين برغم ما تتعرض له من حصار جا ئر تنفذه اميركا والصهيونية العالمية وموظفيها من بعض حكام العرب . ولا بئس ان نختم بشذرات من كلمة المرشد الاعلى السيد علي الخامنائي في هذه المناسبة : - ونحن المسلمون اليوم، اذا نقترب من ذكرى ولادة سيد الكونين والثقلين، التي اتخذت منها الجمهوريةالاسلامية في ايران، بتاريخيها المذكورين في كتبنا الروائية 12 و 17 ربيع الاول اسبوعا للوحدة الاسلامية، سعيا منها لكسر حاجز التفرقة الوهمي، الذي عمل على تثبيته بيننا طويلا اعداء الاسلام، ليبقى قائما بذات وهمه، حائلا دون تحقيق واجب الوحدة، بين مختلف الفرق الاسلامية، في زمن أصبحت فيه الحاجة ملحّة، لتجنب كل ما من شأنه أن يفرق الأمة بمكوناتها، والتمسك بما يجمعهم، وما يجمع الأمة الإسلامية أكثر بكثير مما يفرّقها، حيث لا يبقى للمسائل الخلافية مستمسك لأحد، أمام هذا الكم الهائل من المتوافقات.
التوحيد يجمعنا، والقرآن يجمعنا، والوعد والوعيد يجمعنا، والمصير المشترك يجمعنا، وهذا النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم يجمعنا، على أساس سليم وموقف صلب، لا تؤثر فيه عواصف الارجاف والتشكيك، فلماذا نختلف ونحن أهل ملة واحدة؟ لماذا نختلف والنبي صلى الله عليه وآله وسلم وقرآنه يدعواننا الى تجنب الاختلاف، ويأمرنا بالوحدة؟ اليس من الغبن ومعصية الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، أن يستشري فينا التشرذم، ويستقوي بعضنا على بعض، يستضعفون طائفة، يحسبونها خارج التصنيف الاسلامي، والحال أنها من أشد الفرق الاسلامية، حرصا على الدين، ودفاعا عن ثوابته وقيمه وقضاياه؟
لذلك ندعو اخواننا المسلمين، على اختلاف فرقهم ومدارسهم وافكارهم، الى نزع رداء العصبية والتطرف، على اعتبار ان الدين هو دين الله، وليس لأحد أن ينصّب نفسه حكما فيه أو مالكا له، وأن يعود من تطرّفه الى رشده، بالنظر في سيرة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، الذي جمع المسلمين على صعيد واحد، وهو يعلم اختلاف أفئدتهم وأفكارهم، ولم يفرق بينهم أبدا، ووحد ولم يجزئ، وألّف ولم ينفّر ويبغّض، وحبّب ولم يكرّه، ودعا الى اتخاذ سبيل الحكمة والموعظة الحسنة في الحوار مع الآخر، ونهى عن التناحر والاقتتال بين المسلمين، محذرا كل مرة من تربّص الاعداء بهم، واستغلال ثغرة اختلافهم وتفرقهم عن بعضهم.
الاحتفال بمناسبات الاسلام العظيمة، من السنن التي يجب المحافظة عليها، وتأصيلها في مجتمعاتنا، لتزداد قربا من معين الوحي والنبوة، وأداؤها تعظيم لشعائر الله، التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، لقيمتها الروحية ومنزلتها الدينية الكبيرة، وأجرها الثابت عند الله (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).
ومن صدّ عن تعظيم الشعائر كالاحتفال بذكرى مولد سيد الكائنات صلى الله عليه وآله وسلم فقد بخس حقه وعمل على جفائه وحثّ على هجرانه، وهو الذي يسمع ويجيب ويسال فيعطى، والمتعامل معه على أساس وهابي يعتبر الاحتفال به وبمناسباته الكبرى بدعة يجب تركها مجاف له، متقول في الدين بجهل، وما احياء أي ذكرى من متعلقات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، سوى تعبير عن مودة وامتنان له، وتقدير ولما قدمه من تضحيات، حتى وصل الينا دينه الخاتم، واعتراف بجميل وجليل جهوده، والجاحد لها، ناكر لمعروفه، هاضم لحقه، ومن هنا أدعوا اخواننا في الاسلام العظيم، ان لا ينقطعوا عن مواصلة تعظيم شعيرة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يستجيبوا لدعوة الوهابية الباطلة، في بدعيّة الاحتفال بالمولد النبوي، ويجددوا عهدهم به، احتفالا بذكرى مولده، من باب وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين، فكيف بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأيامه المباركة.
في الفترة التي كان فيها العالم غارقا في ظلام الجهل وخداع الجاهلية، فان الله منح البشرية نور الرسول (ص)، واليوم ايضا اذا اتبعنا هذا النور، فان نتيجته ستكون الفلاح والازدهار”.
في الوقت الحاضر وبسبب ظلم القوى الكبرى، فان العالم اصبح مظلما مثل تلك الفترة (الجاهلية)، فالبشرية اليوم تعاني وهذا لا يقتصر فقط على العالم الاسلامي، والبلدان المتقدمة حسب الظاهر تعاني ايضا من مشاكل حادة، والاسلام يلبي جميع هذه الاحتياجات”.
أن “تيار المقاومة في مواجهة الظلم في العالم موجودة، وهذه المقاومة تعتمد على أسم الله والإسلام”, مؤكداً أنه “في منطقتنا تسود حالياً روح الصحوة الاسلامية العديد من البلدان والشعوب، وان القوى المتغطرسة في العالم وعل رأسها اميركا حساسة تجاه المنطقة بسبب الاقبال والميل نحو الاسلام والصحوة الاسلامية في هذه المنطقة، انهم يخشون صحوة الشعوب المسلمة”.
في أي مكان تمكن فيه الاسلام من السيطرة على قلوب وعقول الناس، فان الاستكبار تلقى صفعة، ونحن نعتقد بان الاستكبار ستلقى مرة اخرى صفعة من الصحوة الاسلامية في المنطقة”، مؤكداً على “ضرورة قيام الشعوب المسلمة بتعزيز حركة الصحوة الاسلامية بكل ما في وسعها، لان خلاص المنطقة يكمن في دعم الصحوة الاسلامية”.
نصيحتنا لحكام الدول الاسلامية بان يعودوا الى ولاية الاسلام، فولاية اميركا والطاغوت لن تنفعهم، اليوم فان دول المنطقة تتبع اميركا بدلا من ولاية “الله”، واميركا بسبب طبيعتها الاستكبارية تقوم باذلالهم”.
أن “الرئيس الاميركي السخيف نعت حكام السعودية بانهم “بقرة حلوب”، فاذا كان آل سعود يقبلون بهذه الاهانة فليذهبوا الى الجحيم، ولكن هذه الاهانة موجهة الى شعب هذا البلد والشعوب المسلمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك