محمد الشذر
التاريخ حافل بالكثير من القصص والعبر، وما ان تتصفح التاريخ، حتى تعرف اللغط واللغو فيه، فكل جهة تدعوا الى جانب، والتسلسل الزمني اثبت ان التاريخ يكتبه الملوك، وقد قيل "ان الناس على دين ملوكها"، وهي كناية لا تدل على الدين فقط، وانما على مجمل متغيرات الحكم واساليب العيش في دولة ما.
الذي لم يطلع على التاريخ القديم، ولكنه واكب فترة العراق مابعد 2003 يمكنه ان يكتسب التاريخ القديم والحديث والقادم، فقد صدق من قال"ان التاريخ يعيد نفسه" ولكن بوجوه متغيرة واسماء مستعارة لا غير!
الوقت الراهن وبسبب التكنلوجيا، والتقدم العلمي اصبح كتاب التاريخ في اماكن مختلفة، يقودون الجمهور عبر الشبكة العنكبوتية، ليوقعوا بذلك عقلين في بئر واحدة؛ فكلماتهم ستكون تاريخا تقرأه الأجيال القادمة، وسيكونون في نفس الوقت محركي دما لتوجيه واشغال الرأي العام.
توضيح الرؤى يحتاج إلى برهان، ولو اخذنا برهانا واحدا لكان خير مثال وعنوان، ففي احد السنوات التي ليست ببعيدة ظهر علينا أحد كاتبي التاريخ، وشاغل الرأي العام، بقلم لا يخط حرفا الا بمقابل! حتى لو كان ذلك الحرف قاطعا لوريد شعب محروم.
ذلك القلم روج لأكذوبة مفادها ان رئيس وزراء ما، يقوم بملاحقته والسبب حروفه الصارخة، ثم قام بتوجيه شبكاته واجنداته الاعلامية لبث ذلك، وهي دعاية ولدت ميته كونها قامت على انقاض موت ذلك الرئيس المنتهية ولايته.
تلاعب بالوجوه، وغير الكثير من الاقنعة، وروج لاتصالات هاتفية من رجال دين لهم شأن في الواقع العراقي، ولكن دونما جدوى!
آخر ما ظهر به ذلك الرجل؛ هو تهجمه على رئيس الوزراء الجديد عادل عبد المهدي، على اثر لقاء الاخير ببرزاني، وراح يشنع بكلماته، ويستهزء من حواره، ثم حكم على الرجل بالفشل السياسي لتلك الخطوة! كونها اثرت على سمعه بلد كامل!
ليس دفاعا عن المدعو عادل عبد المهدي، فليس لي شأن فيه، وسأذمه في قادم الايام ان لم يفي ببرنامجه الحكومي، وان لم يكن حازما كما ارادت المرجعية، ولكن الكلام لمحللنا السياسي والتاريخ؛
سيدي الكاتب؛ اولا ان ما يمر به العراق هو نتاج حكم حزبك الحاكم والذي كنت تحت اذياله ترتجي لقم عيشك، اذ كنت ولازلت احد جنوده وخلصه، وثانيا ان الرجل لم يكد يتنفس حتى رحت تشن غارات حربك عليه، ويبدو انها نفثة مكتوم انتزعت منه السلطة فراح ينشب اظفاره في جسد مناؤيه، وثالثا سيدي الكاتب، الرجل ان كان فاشلا فهو لا يعدو رفيقك وسبب عيشك، الرئيس الاوحد السابق، وان كان ناجحا فالعراق لا يريد صوتا تابعا ليكون ناطقا عنه والسلام.
https://telegram.me/buratha