عمر اللامي
بعد إن زار الرئيس الأمريكي جون كينيدي ألمانيا والقى خطابه الشهير الذي قال فيه (إنا برليني) واجه كينيدي سيلا من الانتقادات حتى إن احد الإعلاميين الساخرين كتب مقال بعنوان هيا نقتل الرئيس ليتحقق الأمر فعلا ويقتل كينيدي عام 1963 وظل لغز اغتياله غامضا حتى اليوم وسط شبهات وشكوك في تورط منظمات المال ولوبيات الضغط في واشنطن والتي لم يعجبها سياسات كينيدي .
هذا المثال البسيط يوضح بشكل كبير كيف تدار اللعبة في أمريكا وكيف إن إي شخص مهما كان اسمه أو منصبه أو الدور الذي يلعبه في المخطط حين يخرج عن ماهو مكتوب في النص الأمريكي سوف يحذف وبجرة قلم
تذكرت كل هذا وانأ أقرأ خبر إقالة كوكبة من العاملين في قناة الحرة عراقي وما كتبه احد العاملين حول سبب إقالته والذي ذكر فيه إن مذهبه هو السبب في إنهاء خدماته فيما ذهب فرقين المطبلين والمدافعين وكالعادة إلى إن هذا أمر طبيعي وان القناة انتقلت ملكيتها إلى مؤسسة جديدة ومن حق هذه المؤسسة إن تختار الكادر الذي يناسبها متناسين الطريقة المهينة التي أقيل فيها مجموعة الإعلاميين بترك رسالة الكترونية على حواسيبهم تبلغهم إن العمل انتهى . هذه الرسالة التي ألغت سنوات عمل وكفاح طويل للإخوة العاملين في الحرة تحملوا فيها مخاطر كبيرة وجمة . ومتناسين إن هؤلاء الإعلاميين قدموا خدمات جليلة وكبيرة للقناة وكانوا سبب رئيسي في نجاحها على مدار سنوات وان كان لابد من الاستغناء عنهم فيجب إن يكون بشكل تكريم لابشكل تجريم .
الواقع إن هذا النموذج في التعامل هو نموذج عام للسياسية الأمريكية في التعامل مع عملائها أو من يعملون معها على حدا سواء والتاريخ خير شاهد على ذلك . ولعل الماضي القريب يعطينا مثال في ماحصل للرئيس المصري حسني مبارك واحد من ابرز عملاء أمريكا في القرن العشرين والذي حين شعرت الولايات المتحدة إن دوره انتهى سحبت البساط من تحته.
وإذا كانت أمريكا تعامل أناس كان ولائهم مطلق لها بهذا الشكل فكيف تعامل مجموعة من الإعلاميين رفضوا الخضوع أو الخنوع ورفضوا إن تكون أفكارهم الخاصة تحت مجهر العم سام
الخلاصة كما يقول إخوتنا المصريين في أمثالهم الشعبية ( المتغطي بأمريكا عريان)
https://telegram.me/buratha
