ليث كريم
بعد قرون من الانقسام الاسلامي من المستفيد , والى اي مدى تستطيع دول الاستكبار العزف على الوتر الطائفي , والإيقاع بين المسلمين , وهل ثمن الخلاف حول التفسير الديني لبعض المفاهيم يساوي التخلف والضياع الذي تعيشه ألامه ام يساوي عدد القتلى وكميه الدماء التي سقطت وتسقط كل يوم , وهل تستطيع الوحدة الاسلامية التغلب على المشروع ألاستكباري .
تعد الوحدة بين المسلمين من اهم الكنوز الاسلامية , بحيث كانت ولازالت الاساس الصلب لكل ما هو منجز في الحضارة الاسلامية وأساس كل ما نتغنى به اليوم من تاريخ الاسلامي , لكن نفاذ استخبارات الدول المبغضه للمسلمين من خلال بعض الثغرات التاريخيه , وابتداعهم لعدد من السيناريوهات في التاريخ الاسلامي مستغلين تأخر مرحله تدوين التاريخ الاسلامي , كانت بذور الانقسام تكبر , ومع الوقت اصبح الانقسام الاسلامي - الاسلامي على اوجه , ومع تنامي دور بعض القبائل المعاقة فكريا في شبه الجزيرة العربية واعتناقهم لبعض المبادئ المزروعة استخباراتيا في بداية القرن التاسع عشر , انتقل الخلاف بين الطوائف الى مرحله الاقتتال بين و ما ترتب علية من ضباع للقيم و المبادئ والانجازات السابقه , وضياع للطاقات الاسلامية , ومقتل الالاف من المسلمين تحت عناوين لحروب طائفيه كان الخاسر الاكبر فيها هو الاسلام والمسلمون , فكان لابد من التصدي لهذا المشروع الذي اخذ يفتك بالمسلمين ودينهم لقرون عديدة , فكانت دعوه الامام الخميني (قدس سره) اول دعوه صريحة ذات بعد علمي و نهج عملي لمواجهه المشروع لاستكباري ومع الوقت التف حول الامام الخميني عدد كبير من المفكرين , مما رجح كفه مشروعهم المقاوم على اصحاب المشروع الاخر , فما كان لدول الاستكبار الا ان تتخلى عن الاقنعة والحروب بالوكالة , ومنذ نهاية القرن العشرين اصبح الصراع علنيا بين مشروع الامام الخميني للوحدة الاسلامية , وأصحاب المشروع ألاستكباري , واسقط القناع القبلي الذي كانت تديره استخبارات الدول المعاديه بالنيابة .
ويمزج مشروع الامام الخميني للوحدة الاسلامية بين مجموعه من المبادئ والقيم الاسلامية المستوحاة من القران الكريم , وعدد من مبادئ علم الاجتماع الحديث , و ابرزها تجاوز نقاط الاخلاف بين الطوائف والتركيز على نقاط الالتقاء , بالإضافة الى تناسي احقاد وعداوات الجاهليه والتركيز على العدو المشترك للامه , العمل على هذا المشروع بدا في ثمانينيات القرن الماضي و اخذت ثماره تحصد في ايران ولبنان وسوريا وحتى في العراق , فالوحدة الاسلامية في لبنان كانت من بين اهم الاسباب التي ادت الى نهاية الحرب الاهلية في لبنان في 1990 , ثم الانتصار على الكيان الصهيوني في تموز 2006 , كذلك الانتصار السوري الاخير على العصابات الطائفية , واليوم الوحدة الاسلامية ترسم بالروع الصور من خلال تلاحم الشعب الايراني بوجه العقوبات المفروضة .
الوحدة الاسلامية في العراق بدأت بعد 2003 بدعوى من شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) بتمثيل جميع الطوائف والمكونات في الحكومة العراقيه , لكن استشهاده حال دون تنفيذ بالسرعة المطلوبة , فاستشهاده (قدس سره ) ترك فجوه تسللت منها الاستخبارات الامريكية فاختلق الصراعات بين الطوائف العراقية , ولم تعطي الفرصه لأهل العقل , و اصرت على تغيب مفهوم الوحدة بين المسلمين , وتوجيه بعض المرتزقة لتحويل مسار المسلمين من اولوية الدين الاسلامي الى اولوية الطائفة الاسلامية , وما كان من نتائجها افتعال حربا بين الاخوة سقط فيها201 الف عراقي لا لسبب إلا لاختلاف طائفة القاتل عن طائفة المقتول , وخسائر ماديه الدوله العراقيه بلغت ما يقارب ال1100 مليون دولار , ودمار هائل للبنيه التحتية .
واقعا يجب تفعيل الوحدة الاسلامية في العراق على مستويات عليا , وان تتعدى الوعظ الديني بحيث تتبنى الدوله ذالك المشروع , وان يعمم ذلك المفهوم على المناهج التعليمية , لمواجه الهجمة الطائفيه الشرسة عبر الانترنت و مواقع التواصل الاجتماعي , كذالك يجب على وزارات التعليم الثقافة والشباب القيام بمسؤولياتها وتعميم مفهوم الوحدة الاسلامية , ولأننا وبلطف الله وفتوى المرجعية وأراده الحشد الشعبي تجاوزنا المرحله الطائفيه السابقه فيجب استثمار انتصار بعض المبادئ , وتغير ثقافة المجتمع نحو الوحدة , اما اذا استمر العراقيون ينظرون الى الامور نظرتهم السابقه , واخذ الفريق الذي يعتقد انه انتصر يفعل كما فعل الفريق الذي يعتقد انه انهزم فالكارثة اتيه حتما .
https://telegram.me/buratha