المقالات

المرجعية العليا و رسائل التصحيح !

1867 2018-12-01

سجاد العسكري


تعتبر المرجعية الدينية امتداد تاريخي اصيل وعريق من المنظومة الدينية , فتاريخها يخوض الاحداث لتكون قائدا لقاعدتها الجماهيرية الذين وثقوا بها لتكتسي بالطاعة والاحترام؛ لدورها المهم ومشاركتها في مايصبوا اليه الناس عموما ويصب في الصالح العام , لذا الارتباط الروحي للقاعدة الشعبية بعيدا عن المصالح والمكاسب الشخصيية , وطالما كانت وماتزال تسعى جاهدة لسعادة والعيش بكرامة للانسانية غير ناظرة لمختلف التوجهات في المجتمع عبر التعايش السلمي وفق مباديء السلام والانسانية .
ان لقاء ممثل الامم المتحدة (يان كوبيتش) بسماحة المرجع الاعلى الامام السيستاني "دام ظله" يبين وبصورة واضحة مدى متابعة ودقة التشخيص من قبل المرجعية للوضع الداخلي العراقي من جانب , والوضع الخارجي ايضا , وهذا القاء يبعث عدة رسائل مهمة منها :
• وهو ماصرح به (يان كوبيتش) في نهاية مهمته كممثل للامم المتحدة في العراق وتشرفه باللقاء , وطلب التعاون مع من يخلفه , وهنا بيان اهمية المرجعية وثقلها , والذي سيخلفه من بعده عليه ان يعي بأن الشخصية الاعظم شأن في العراق هي المرجعية العليا ؟
• ان يعي الجميع وخصوصا الخارج ان دور المرجعية كبير في تحريك الشعب متى ماواجه العراق خطر يتوجب ذلك ,وفتوى الجهاد الكفائي شاهدا على ذلك.
• المقدسات والرموز الدينية ومنها المرجعية العليا خط احمر؟!!! لايمكن تجاوزه او استفزازه من البعض سواء في الداخل او الخارج.
وهذه الرسائل موجهة لمن لا يعرف المرجعية , ولمن يعرف ويجحد دورها في مسيرة العراق بعد سقوط النظام الاجرامي الصدامي البعثي ,الدور الايجابي الكبير لنبذ العنف والطائفية والالتزام بالقوانين , والمواطنة والاحساس بالمسؤولية , وتقديم المصلحة العامة , والدفاع عن الارض والمقدسات واحترامها , واستثمار تنوع المجتمع لخدمة ابناء العراق . 
فالسيد العظيم شخص بدقة ،وهو يترقب وينتظرمعالم الحكومة القادمة ,التي امامها مهام ليست بالسهلة , وانها ستواجه بصعوبات ومعرقلات فعليها ان تضع الحلول والبدائل وترسم ملامح نجاحها بتكاتف السلطة التشريعية والتنفيذية ,ليشعرالمواطن العراقي فعلا بان هنالك واقع بداء يتغير نحو التقدم : لذا فان السيد العظيم حدد اوليات لنجاح الحكومة الحالية يمكن ان نلخصها باربعة اولويات ومحاور منها:
المحور الاول: العمل الجاد لمكافحة الافة الاكثر خطرا وفتكا ,التي اخذت بنخر مؤسسات الدولة عموما وهو الفساد المستشري اداريا وماليا, وكل الخطوات ستاتي لاحقا بعد القضاء وتجفيف منابع هذا الفساد , وهي من التحديات التي تواجه حكومة عبد المهدي , وكذلك من ملامح النجاح التي اشار اليها الامام السيستاني"دام ظله".
المحور الثاني :توفير فرص العمل للعاطلين وهي اشارة لدور الشباب الذي بات معطل نتيجة الاعتماد على الوظائف في القطاع الحكومي فقط! وعلى الحكومة تفعيل دور الصناعات المحلية او استثمار الزراعة ،وإيجاد مصادر تمويل اخرى .
المحور الثالث: توفير الخدمات الضرورية للجميع من مناطق متضررة من حرب داعش , لتكون خطوة لعودة النازحين الى سكناهم ,ليوكد للطائفيين بأن نظرة المرجعية العليا ابوية للجميع ,لأنها تحمل هموم الجميع ,وعلى الجميع التعاون لتحقيق الاستقرار.
المحور الرابع: التدخلات الخارجية ودورها في عرقلة سيادة العراق ليصبح قويا , والتي تفرض هيمنتها ليكون عراق ضعيف غير مستقر ؟!
هذه المحاور هي ايضا رسائل من قبل المرجع الاعلى للامم المتحدة ان تاخذ دورها بشكل صحيح , وان لا تتعرض للضغوط الدولية , وان تشارك في استقراء الاوضاع في العراق بنفسها , وتقدم المساعدة المرجوة متى ماطلب منها بصورة شفافة وايجابية عبر قراراتها لدعم العراق , وعلى الجميع ان يعي كعراقيين ان محور قوتنا وتقدمنا وازدهارنا هو عبر اللتفاف حول المرجعية الدينية العليا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك