أمل الياسري
الإرادة الحقيقية هي التي يمكن أن تحول الأحلام الى حقيقة على أرض الواقع، والمدخل الصحيح لحل أي مشكلة في واقعنا السياسي الراهن، يجب أن يبدأ من تعاون الكتل السياسية، مع مجلس النواب، ومع الحكومة، لأن طريق الحل ليس أحادياً، وإنما يجب أن يكون ثمرة تكاتف الجميع، فمهما كبرت التحديات وتعاظمت المسؤولية، كان الدافع أقوى لدينا، لنرسل للعالم رسالة أننا مع الإنفتاح، والمحبة، والتسامح، والتعايش، والتعاون.
العراقيون بطبيعة أحوالهم مستعدون دائماً للتضحية، فهم مشاريع إستشهاد لحماية الأرض والعرض، وكان التطبيق واقعياً وواقعاً، عندما لبوا نداء المرجعية الرشيدة، ودعوة السيد علي السيستاني (دامت بركاته) لتكون مرجعيتنا السد المنيع الذي وقف وما يزال، ضد كل مخططات قوى الإستكبار العالمي، نعم إنها مرجعية النجف الأشرف فمَنْ يزوره يدرك حجم عظمته، وهيبته، ومساحته التي كانت السبب في حفظ عراقنا العظيم، فالفتوى جعلتنا نتوحد أكثر فأكثر.
العملية السياسية بعد عام (2003) واجهت الكثير من الصعوبات والتهديدات، ودخلت منعطفات خطيرة، لكنها تذلل وتتدراك وتصلح الأمور بفضل توجيهات المرجعية الدينية العليا، وباتت رداء الوطن بأجمعه، والجهد المجتمعي الذي يطالب به السيد السيستاني، عند لقائه بممثل الأمين العام للأمم المتحدة (يان كوبيتش)، إنما يصب في أن تشترك كل القوى السياسية في تقديم الخدمات، والقضاء على الفساد بكل أشكاله، وتصحيح الأخطاء أهم خطوات النجاح الحكومي.
شدد سماحة السيد أيضاً على إحترام سيادة العراق، والنأي بالوطن عن الصراعات الإقليمية، وأن يكون العراق محور السلام، ونقطة التلاقي لشعوب المنطقة لا ساحة لتصفية الصراعات، وطالب الحكومة الجديدة بأن يكون أساس المرحلة القادمة، وإستحقاقاتها السياسية، هو خدمة الوطن والمواطن، فالحكومة المنسجمة المتكاملة تنتج سياسات صحيحة وواضحة، وتحقق أهدافها على أرض الواقع بالشكل المطلوب فجهادنا يتحرك في إطار واحد، ومهمتنا اليوم بناء الوطن وخدمة المواطن.
التناقضات الإجتماعية والإقتصادية، وحتى السياسية التي يعاني منها مجتمعنا، ناتجة من السياسات الخاطئة المتعمدة في عهد الدكتاتورية، والتي أساءت لمجتمعنا بكل مفاصله ومستوياته، ولذا طالب السيد السيستاني (دام ظله الوارف) بأن يكون العراق بعد إنتخابات (الثاني عشر من حزيران 2018) عراقاً جديداً، ويريد مضموناً رفيع المستوى عالي التطبيق، لا مجرد كلمات وشعارات تباع على جماهير الشعب كسابق الأعوام، وهذا ما نردده عن مفهوم (عراق جديد).
زيارة ممثل الأمم المتحدة للنجف الأشرف، وبالتحديد لقاؤه السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف)، إنما يتأتى من عظم هذه المرجعية الرشيدة، ودورها في إستقرار المنطقة، لأن فتواها المقدسة هي مَنْ ألجمت أفواه الظلاميين والإرهابيين، ومنعتهم من الزحف صوب دول الجوار، إنها فتوى عالمية بدعوة نجفية، ودماء عراقية، وقضية بقاء ووجود، إنها ملحمة وتضحية، وإيثار لا نظير له، فالعراق الجديد فوق الأزمات، ومرجعيتنا سر قوتنا وإنتصارنا.
المدخل الصحيح لبناء مجتمعنا، هو أن نكون أقوياء في داخل بيتنا الوطني، والتخطيط يبعدنا عن العشوائية، وكلما توزعت الأمور بشكل صحيح، كانت قواعد العمل واضحة وصادقة، تخدم الوطن والمواطن، وهذا ما يريده صمام أماننا، وبوصلة إستقرارنا، سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف) في توجيهاته السديدة، فهو المثل الأعلى في الحرص على الأمة وحقن دمائها، وقادنا الى مستقبل مشرق يستحقه العراقيون جميعاً.
https://telegram.me/buratha