كاظم الخطيب
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
الإسلام دين الجميع وليس حكراً لأحد، ومحمد صلى الله عليه وآله، نبي الجميع، وليس مختصاً بأحد، وللأمة الإسلامية حدود معلومة، فهي من بداية المشرق وحتى نهاية المغرب عرضاً، ومن أعلى الشمال وحتى أقصى الجنوب طولاً، فهذا دين الله، وتلك هي أرض الله، ولا يحق لأحد أن يزايد على أحد، إلا بعد أن يزن نفسه بميزان السماء؛ الذي وضعه الله سبحانه كمعيار للأفضلية والكرامة من خلال درجات المعرفة والتقوى.
الوحدة الإسلامية عنوان شامل، وهدف سامٍ، ينطوي على معانٍ كثيرة، ومن أهم تلك المعاني، هو وحدة الكلمة والموقف، إذ لا يمكن أن تتحقق وحدة إسلامية؛ ما لم يتحد أرباب الكلمة، وصناع المواقف، على كلمة سواء؛ كلمة فوقية تسمو على كل ما دونها من المسميات، كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وموقف واحد، وهو إن الإسلام هوية أمة، وعنوان وطن، وأن المصير واحد، والمستقبل واحد.
لقد بشر العلي العظيم في كتابه الكريم؛ بأن المستقبل هو للإسلام، بقوله سبحانه، (أن الأرض يرثها عبادي الصالحون).. إنه وعد إلهي مؤكد التحقيق، وبأعظم الدلائل التوثيق، ولابد من أن يكون لهذا الوعد أثراً معنوياً عظيماً، وإستجابة وحدوية صريحة؛ لوجوب توحيد الكلمة والموقف، ولكن ذلك يوجب الشروع بالعمل وعدم الإكتفاء بالشعارات الرنانة، والخطابات الطنانة، فما وعد الله كسولاً بخير.. إذ لابد من توفر النوايا، وتوحيد الإرادات، والإقدام على صنع المواقف؛ التي تؤكد على إن أمة الإسلام هي أمة حية، قائمة بهدي القرأن الكريم، وبتأييد من الله سبحانه، وبعزم المؤمنين.
ليس بإسلام مطلقاً؛ ما يدعيه و يدعو إليه دعاة السلفية، وأجلاف القاعدة، وكلاب أهل النار من الدواعش، لكن مع ذلك يطلق عليهم تسمية المسلمين، ليلحق عارهم وشنارهم ظلماً بالإسلام، وليس من مصاديق الوحدة الإسلامية أن يلحق مثل هؤلاء بالمسلمين.. لذا فإن إسلام الوحدة هي التسمية الحقيقية، لأي مشروع إسلامي وحدوي، ومع وجود المثل الأعلى، والنواة الخصبة المثلى، المتمثلة بوجود الداعي والراعي للوحدة الإسلامية.
إن تجربة الجمهورية الإسلامية في إيران، تعتبر من التجارب النموذجية الفذة، لما حققته من النتائج التي جعلت من إيران؛ قوة سياسية وعسكرية فضلاً عن القوة الفكرية، بحيث أصبحت هذه التجربة محل إعجاب وتقدير جميع الأحرار في العالم، كما باتت مصدر إزعاج لبني صهيون ولجميع قوى الإستكبار العالمي.
سنوياً تحتضن إيران نفائساً إسلامية من جميع الألوان والأعراق، والبلدان، والمذاهب، إستجابةً منهم لدعوة إسلامية وحدوية صادقة، بتهدف التقارب في الأفكار، والمشاركة في الحوار الإسلامي المعتدل؛ الذي من شأنه أن يوجه رسالة إلى العالم أجمع بأن الإسلام الحقيقي؛ إنما هو رسالة سلام، ورسالة بناء، ورسالة حياة، وأنه (لا إكراه في الدين) كما يدعي المتأسلمون من أقزام آل سعود- قطب المحور الإسلامي الشاذ- وإن في الإسلام الحقيقي، عزة، وقوة، وكرامة، وليس كما يفعل أل سعود من الخنوع والتمسح بخفي ترامب توسلاً للرضى وإسجداءً للحماية، والمحافظة على عروشهم النخرة.
باتت إيران محوراً مغناطسياً جاذباً، تستهوي قلوب الشرفاء والأحرار، وباتت مركز إستقطاب لكل قوى التحرر في العالم، وأصبحت اليوم الداعي والراعي الإسلامي الأول؛ لكل مسلم وحدوي سوي.
مسلمون، موحدون، وحدويون، مسالمون أعزة، رحماء بينهم، أشداء على الكافرين؛ هم فقط من يحق لهم أن يلحقوا بركب الفاتحين، ولا مكان للخائنين.
https://telegram.me/buratha