علي عبد سلمان
يتميز المذهب الشيعي عن باقي المذاهب, بإرتكازه على وجود قيادة حكيمة (المرجعية الدينية)، حيث يستمد منها المعرفة الدينية, وأحكام القضايا الشرعية و الفقهية، ومن نفس هذا الموقع تدار مصالح اﻷمة الإسلامية، والتي هي في حقيقتها مشاكل المجتمع, وتحاول هذه القيادة الفذة وضع الحلول الجذرية لمشاكل عامة الناس .
ويشغل المرجع الديني عادة, دور المرشد و الموجه والمؤثر، حيث تهوى إليه و إلى خطابه وطرحه الحكيم, أغلب عقول الناس وقلوبهم؛ حوزتنا الشريفة و قائدها سماحة الإمام السيد السيستاني، تصدت من خلال شخص مرجعها الأعلى, لطرح خطاب سياسي عقلاني, حيث عرف عن الإمام السيستاني (دام ظلة) بعقلانيته ونضج تفكيره العلمي والمنهجي والإجتماعي، فهو يدرك ويعلم متى يتكلم، وأين وكيف يكون كلامة مؤثر في الرأي. لم يكن متشنج في خطابة بل كان مؤثر و قوي الموقف، لم يقصد اشخاص من داخل الحوزة في خطابة.
عرَفَ, بل نطق في سكوته والحكمة في كلامه، والأبوية الوطنية في توجيهاته, أنقذ العراق من الحروب اﻷهلية, والفتن السياسية, الإقليمية والدولية، وعلى الرغم من ذلك, فهو لم يكن له موقف معادي ﻷي شخصية دينية, على عكس اعدائة الذين حاولو تفريق المذهب، وتعاونوا مع البعث ضده و ضد الحوزة’ ومع اﻻسف كانوا متلبسين بلباس الحوزة.
كان خطابهم يشبة خطاب اسيادهم البعث, و نعتو بعض رجال الحوزة بإن اصولهم القومية هي غير عراقية, وكأنما يقاس صلاح الإنسان من فساده من خلال عروبته أو أجنبيته!, وفي نفس الوقت كانوا من أشد الناس ضلالة؛ في زمانهم هوجم السيد السيستاني , كما كانوا يهاجمون ويسقطون أبناء المقاومة الشيعية البطلة ضد الطاغية المجرم صدام, و كثُرَت الإشاعات التسقيطية, وغسل الأدمغة ضدهم, وكان أشدها اﻷلسن التي تسب و تستهزء.
كما وتعرض سماحته أيام حكم الطاغية إلى اﻻقامة الجبرية, بينما نجد أن اعدائة يصفون الناس لإلقاء الخطب الفارغة, التي كانت تدل على عمالتهم للنظام، و تم تنظيم جهات من ذالك الزمان الى يومنا هذا تحارب المرجعية وتدعي نفسها (خليفة), وورثة لمشروع اسيادهم. ما عظمة قوة الحوزة التي لم يبقى ﻷعدائها اي ذكر, و اصبح الكل تحتى رعايتها و ظهرت الحقيقة المغيبة.
https://telegram.me/buratha