زيد الحسن
وجدت الانظمة البرلمانية و تأسست لبناء الشعوب بناءً ديمقراطي ينقلها من الفشل الى النجاح ، و وجود النظام البرلماني هو أشارة على وجود الديمقراطية والابتعاد عن التفرد بالسلطة و قتل الدكتاتورية و الاضطهاد و مشاركة كل مكونات الشعب العرقية و المذهبية في الحكم .
من أجل برلماننا العراقي ضحينا بـ 1200 الف موقع اثري ، و اختزلنا كل ماضينا بحفنة لصوص و بمنطقة خضراء ، و نسفنا كل ما يمت الى الحضارة بصلة ، وكل هذا ليقال عنا نحن بلد ديمقراطي وله برلمان يمثل شعبه ، و حقيقة الامر ان الشعب في اخر انتخابات ركل السياسين ركلة شماء على جباههم ، لكن ماكنة اعلامهم زورت و دلست النتائج و اعتلوا صرح البرلمان من جديد .
دعونا ننسى تاريخ الشعوب ، و نبتعد عن تجارب الدول الاخرى وكيف نهضت بعد النكبات ، ونستذكر عقدين من الزمن كان العراق فيهم درة الشرق الاوسط !
و رؤية هذان العقدان من الزمن لا تختلف عن عقدين من عمر برلماننا العاهر ، فأن الحوادث تتشابه و تختلف المسميات .
بعد استقلال العراق من الاحتلال البريطاني عام 1932 و عقد خلالها معاهدات نفطية مع بريطانيا والتي لم تسعفه لينال حريته كاملة ، هنا دعوني أشبه الامر و اقارنه بين احتلال امريكا للعراق و عقد الاتفاقية طويلة الامد ، و بين استقلال العراق و عقد الاتفاقية مع بريطانيا ، الامر لايختلف بشيء فقط تغيرت المسميات .
في عالم 1950 غضب الشعب العراقي و رفض الخنوع لبريطانيا و تم تأسيس مجلس الاعمار العراقي ، هنا اقف ايضا و اقارن بين مجلس الاعمار العراقي المتشكل عام 1950 و بين مجلس الحكم الذي شكله بريمر و الذي يضم النخبة من ساسة العراق ، ماذا فعل مجلس الاعمار العراقي عام -950 1؟
من انجازاته انتزاع حقوقه كاملة من بريطانيا ، بناء سد الثرثار على نهر دجلة لينهي رعب وكابوس غرق و فيضانات بغداد ، ثم تم بناء سد الحبانية للسيطرة على نهر الفرات و كبح جموحه الهادر ، وبعدها تتالت المشاريع مصانع الاسمنت ، مصانع النسيج ، مصانع الغاز مصانع توليد الطاقة معامل الحديد و الصلب ، برامج التطوير للطاقة النووية ، وكل هذا بايدي عراقية بحتة ، ونهض العراق نهضة تاريخية لا مثيل لها ، اعود لمقارنتي بين هذه الانجازات و بين انجازات النخبة في مجلس الحكم العراقي ، انجازاتهم هي تشكيل احزاب و تشكيل اجنحة عسكرية لهذه الاحزاب تشريع قوانين لمنح هذه الاحزاب مخصصات و رواتب خرافية ، استيراد مصفحات لحماية السادة النواب ، شراء قصور و فلل خارج البلد ، ارصدة ضخمة لهم ولعوائلهم ، اعادة انشطار هذه الاحزاب ، و بعدها الطامة الكبرى و هي التضحية بكل تاريخ و حضارة للعراق و اشعال الفتنة الطائفية التي لم نكن نعرفها او نسمع عنها ، و بعدها جلب الدواعش و هدم الانسان ، هذه هي انجازات مجلس الحكم و هذا هو حال برلماننا اليوم الذي ما زلنا نصر على وجوده .
تصريح السيد عبد المهدي ليلة امس للبرلمان ( انني لا اخاف من المسؤلية ) يعد بادرة خير و مفتاح أمل ان يبحث السيد رئيس الحكومة عن جنة عدن و المفتاح بيده ، فقط عليه ان يقول للبرلمان و الاحزاب ان الشعب يريد الحل و انتم آس المشاكل ، و يعقد العزم على بناء العراق كما بناه العراقيين خلال عقدين من عام 1959 الى عام 1970 و التاريخ ليس ببعيد ، و ها هي جنة عدن تنتظر من رئيس الوزراء الدخول بأذن من المرجعية و بتأييد من الشعب العراقي ، و المفتاح بيدك اخي الرئيس .
https://telegram.me/buratha