المقالات

ماذا تريدون ياتحالف سائرون؟!


محمد كاظم خضير

 

البلد على شفير الانهيار اقتصاديا وامنيا، فالبطالة تزداد والفقر يزداد والمؤسسات التجارية تعلن افلاسها أو تغلق أبوابها الواحدة تلو الاخرى، والدين العام إلى ارتفاع يوماً بعد آخر حتى وصل هذا العام إلى أكثر من عشرات مليارات من دولار الاميركي ، والمال يجف رويداً رويداً في صندوق خزينة الدولة، وأصوات النّاس الذين باتوا على أبواب الفقر والجوع ترتفع في المدن كما في الأقضية وبلداتها وقراها. في حين ان المسؤولين عن مصالح البلاد والعباد مازالوا رغم مرور أكثر من ستة أشهر على الفراغ في السلطة الإجرائية يتلهون في تصفية حسابات قديمة وجديدة بينهم، وهم غير معنيين بهذا الوضع المأساوي الذي يعيشه عامة الشعب العراقي، وهم يعيشون داخل ابراج عاجية تتوفر فيها كل وسائل الترف وما يستتبع ذلك من موبقات وما شابه، لكنهم يتلهون في لعبة التوزير، ويفتعلون العقد للحؤول دون الخروج من الأزمة استكمال تشكيل الحكومة ووقف هذا الانهيار الكلي الذي يدق أبواب الدولة، وتركها تنهار وتصبح في خبر كان. في الوقت الذي يحتم عليهم كونهم المسؤولين عن البلاد والعباد تقديم كل التضحيات مهما علا شأنها لإنقاذ الوضع المأساوي، وإعادة وضع الأمور في إطارها السليم والصحيح.

كيف يمكن أن يوفق تحالف سائرون بين دعواته المتكررة إبان البحث في استكمال تشكيل الحكومة إلى ضرورة المبادرة إلى محاربة الفساد المستشري في كل شرايين الدولة إلى أن يتم اجتثاثه من جذوره، ودعواته إلى إيقاف الاهدار العام وتقليص حجم الانفاق على المجدي، وبين تعمده تعطيل المؤسسة الرسمية التي يُلقى على عاتقها مسؤولية القيام بهذه المهمة الصعبة والضرورية، وأكثر من ذلك يقصد الإساءة عبر أدواته إلى الرئيس الوزراء عادل عبد المهدي من اجل إستكمال تشكيل الحكومة وبقصد قطع الطريق بصورة نهائية على أي مسعى أو تسوية تفضي إلى قيام حكومة متوازنة ومنتجة وفي ذات الوقت تكون قادرة على الاستجابة لما يطالب به ويسعى إلى بلوغه، فهل كان تحالف سائرون يناور في ذلك حتى إذا تأكد من توصل الرئيس الوزراء عادل عبد المهدي من استكمال تشكيل حكومة مع رؤساء الكتل تتولى القيام بما يحقق أهدافه ويستجيب إلى مطالبه انقلب على ذلك، وابتدع عقدة فالح الفياض المحسوب على الجمهوريه الإسلامية الإيرانية كما يقولون وهو يعرف حق اليقين انه لا الرئيس الوزراء عادل عبد المهدي ولا الشعب يقبل بهذه البدعة التي لا أساس لوجودها على أرض الواقع ويعرف بالتالي أن فالح الفياض، هو او غيره ينتمي إلى كتل نيابية وافق الرئيس الوزراء على تمثيلها في الحكومة العراقية طبقاً للمعيار المعتمد في توزيع الحصص الوزارية على الكتل النيابية المؤثرة داخل مجلس النواب والتي تشكّل مجتمعة مقولة حكومة الوحدة الوطنية القادرة على التصدّي لكل المشاكل العالقة ولا سيما تلك التي طرحها أمينه العام السيّد مقتدى الصدر قبل أن ينقلب عليها في خطابه الأخير ويضع الجميع أمام الخيارات الصعبة بل يضع البلاد أمام المنزلق الخطير؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك