حيدر العامري
تعد ايران من الدول المهمة المنتجة للنفط والغاز والطاقة الكهربائية وهي أيضا دولة رائدة في انتاج العديد من المواد الصناعية لاسيما وانها من الدول التي تسوق لما تنتجه السوق الاوربية مثل سيارات بيجو الفرنسية و سيمنز المتعددة الجنسيات و غيرها من الصناعات الاوربية.
وبما أن ايران هي من الدول التي لها تأثير كبير في محيطها الاقليمي والدولي فإن العقوبات التي فرضت عليها من قبل الإدارة الامريكية للرئيس "دونالد ترامب" أثرت وبشكل بالغ على علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الدول حيث أدى ذلك إلى انسحاب العديد من الشركات الأوربية والآسيوية من العمل لدى جمهورية إيران الاسلامية مما أضعف الاقتصاد في تلك الدول وهبوط قيمة اليورو أمام الدولار الامريكي .
ومن ابرز الدول العظمى التي تضررت من الحصار الامريكي على ايران هي فرنسا فقد اعلنت مجموعة "بي. اس . ايه" الفرنسية لصناعة السيارات عن استعدادها للانسحاب من العمل في ايران علما بأن هذه الشركة قد باعت في العام المنصرم فقط ما يزيد عن "٤٤٤" الف سيارة في ايران.
وكذلك اعلان شركة توتال للنفط والطاقة عن انسحابها من العمل في حقل بارس الجنوبي "اس . بي . ١١" الواقع في خليج فارس .
وبهذا الانسحاب المفاجئ للشركات الفرنسية من جمهورية إيران الاسلامية ارتفعت الضريية المفروضة على المحروقات مما أدى إلى غضب وهياج كبير في الشارع الفرنسي والخروج بمظاهرات جماهيرية كبيرة رفضت زيادة الضرائب وقد دفع المتظاهرين إلى إحداث فوضى في العاصمة الفرنسية باريس "تظاهرات الستر الصفراء"
وعلى الرغم من اعلان الرئاسة الفرنسية الغاء زيادة الضرائب على المحروقات إلا أن ذلك لم يكن حل جذري للازمة الاقتصادية الفرنسية فالحل النهائي للأزمة الاقتصادية في فرنسا يكمن في عودة الشركات الفرنسية للعمل في إيران فكل ما أصاب الاقتصاد الاوربي من ضعف وهبوط في قيمة اليورو امام الدولار الامريكي ليس الا دليل لا يقبل الشك على اهمية وقوة ايران الاقتصادية ليس على المستوى الأقليمي فحسب بل على المستوى الدولي أيضا
وختاما أود أن أذكر الدول والحكومات التي لا تعرف الدور الحقيقي الذي تقوم به ايران في محيطها الأقليمي والدولي بأنهاإذا ما أرادت فعلا أن تركع إيران فعليها أولا أن تركع لشعوبها .
https://telegram.me/buratha
