المقالات

تحديات المرحلة الراهنة وعبد المهدي

1703 2018-12-08

ضياء المحسن

 

تحديات كثيرة تواجه حكومة السيد عادل عبد المهدي، تهدد الإستقرار السياسي والإجتماعي، منها ما يتعلق بالبطالة التي وصلت الى أكثر من 32% وأغلبهم من خريجي الكليات، والذين ليس لهم مكان في سوق العمل، بسبب عدم حاجة هذا السوق لكثير من الإختصاصات، وهذا الضعف يؤشر على وزارة التخطيط ووزارة التعليم العالي التي وافقت على فتح هذا الكم الهائل من الكليات الأهلية.

أما الفقر والتضخم والبنى التحتية المدمرة، وارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب عدم وجود الكهرباء، مع وفرة الأيدي العاملة والمعطلة قسرا، والفساد الإداري والمالي، وتدهور الإنتاجين الزراعي والصناعي، فهذه كلها تحديات تقصم الظهر لأنها تلامس حياة المواطن، وتهز الإقتصاد العراقي إذا لم تسارع السلطتين التشريعية والتنفيذية لإيجاد الحلول الناجعة لها.

كثيرة هي الحلول التي من الممكن أن تطرق الحكومة أبوابها، فيما لو كانت هناك نوايا حسنة لدى جميع؛ لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فمع دخول الإحتلال للعراق عام 2003 إنكشفت الأسواق العراقية على مصراعيها امام السلع المسوردة بدون ضوابط، بسبب أوامر الحاكم العسكري بول بريمر، ونتيجة لإنخفاض مستوى الدخل لدى المواطن العراقي، اتجه الى هذه السلع المستوردة والمتتجة خصيصا للسوق العراقي حسب طلب التجار العراقيين.

إذا ما تحدثنا عن قوانين الحاكم المدني بول بريمر، نجد أنها كلها تصب بالضد من مصلحة الإقتصاد العراقين، الذي أوقف كثير من الصناعات والمؤسسات التي لها باع طويل في رفد المنتوج المحلي وتطويره، فعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر البنك الوطني للبذور، والذي يقوم بتأمين أنواع جيدة ومطورة، بموجب قرار الحاكم المدني ذي الرقم (81) منع بموجبه المزارعين من إستخدام البذور المحمية، وحصر استخدام البذور في شركة واحدة هي شركة مونسانتو التي تنتج بذور عادية ومعدلة وراثيا، يتم استخدام هذه البذور لموسم زراعي واحد، بما جعل العراق بمثابة حقل تجارب للبذور التي تنتجها هذه الشركة.

وهناك القرار (39) الذي نتج عنه خصخصة 200 شركة من الشركات المملوكة للدولة العراقية، والسماح للشركات الأمريكية التي تعمل في العراق بإمتلاك هذه الشركات، بالإضافة للسماح لها بارسال كل الأموال الى امريكا من غير الحاجة الى غستثمار هذه الأموال داخل العراق لدفع الإقتصاد الى الأمام؛ مع التأكيد على عدم التعاقد مع الأيدي العاملة العراقية، بما يعطي إنطباعا كبيرا بالهدف الذي يبتغيه بول بريمر والذي يتلخص بتدمير الإقتصاد العراقي بصورة كلية.

هناك أيضا القرار (30) والذي منع فيه الحاكم المدني التجار العراقيين من تصدير المنتجات العراقية، بما ساهمت بتقييد القطاع الخاص ومنعته من تصدير المنتجات المحلية والتي لها رواج في عدد غير قليل من دول العالم لمتانتها وجودتها بسبب وجود السيطرة والتقييس النوعية والمواصفة العراقية المعتمدة.

هذا وغيره كثير هي تحديات تواجه رئيس الوزراء العراقي، ونجد أن أول خطوة عليه أن يخطوها هي الذهاب الى مجلس النواب بقرار يقوم فيه بإلغاء قرارات بول بريمر، عندها سيجد كيفة ان عجلة الإقتصاد تدور من جديد، وكيف أن قطاعات الإقتصاد المختلفة يمكن ان تقوم بالمسامهة في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير اموال إضافية لخزينة الدولة العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك