حميد الموسوي
يوما بعد يوم يتعزز دور المرجعية العليا في قيادة سفينة الامة وهي تسير في بحر متلاطم من التحديات والمصاعب والتآمر ،دور اكبر واعظم من ان يقوم به السياسيون على اختلاف توجهاتهم خاصة في مثل الظروف التي يمر العراق بها منذ سقوط سلطة البعث في 9نيسان 2003 والى يومنا هذا ..ظروف تزداد تعقيدا كلما اقتربت من الانفراج .توصيات المرجعية سواءا في خطب صلاة الجمعة او في لقاءات المرجع الاعلى حفظه الله مع المسؤولين الاجانب والعراقيين تعتبر وثائق تاريخية لتنظيم الاوضاع في العراق وضماناً لحقوق الانسان المدنية والسلم الاجتماعي في كل مكان.
كونها تدرك جيدا واجباتها الدينية والإنسانية الكبرى،ولذا فان تشديدها مؤخرا على مسألة الاخطار الناجمة من السلوكيات والاعراف العشائرية البالية لم يكن اعتباطا بل جاء نتيجة ازدياد عمليات القتل والتهجير وتفشي ما يسمى ب( الدكة والاجلاء )بين قطاعات عشائرية كبيرة وخاصة في محافظات الجنوب وفي هذا الوقت العصيب الذي يمر العراق به من مخاطر خارجية وداخلية ؛وانتشار البطالة وحالات تعاطي المخدرات والطلاق في شريحة الشباب وعزوفهم عن الزواج ؛ وغياب الخدمات ؛وتأخر معالجة اوضاع النازحين والمدن المخربة؛ ناهيك عن تأخر تشكيل الحكومة وارتباك المشهد السياسي . ولم يكن يتصور البعض ان يكون للمرجعية الدينية هذا الدور المهم والمحوري في هذه الظروف الصعبة لانهم لم يطلعوا على تاريخ المرجعية ومواقفها العظيمة على مدار مئات السنين . قد يتبادر لذهن البعض اننا حين نعلن تمسكنا بالنهج المرجعي والامتثال لتعاليم المرجعية انما نقوم بذلك من باب التأثر العاطفي او الالتزام العقيدي والديني الصرف، وهي اسباب اساسية في هذا الالتزام ، ولكننا نلتزم بتعليمات المرجعية ونهجها ايضاً لقناعتنا الراسخة بأنها قادرة على تحديد أولويات الامة في الظروف الاستثنائية ، وتوجيه الامة وارشادها في الظروف الصعبة ، واليوم يشهد العالم بأن مرجعيتنا أصبحت صمام الامان في السلم الاجتماعي والتعايش بين المكونات ومحل الثقة الكبيرة لدى اغلب القوى العالمية والمؤسسات الدولية اذ صار دورها ابعد واخطر من حصرها في زاوية الوعظ والارشاد .
وانصافا واحقاقا للحق وشهادة للتأريخ فان مرجعية النجف الاشرف كانت وستظل صمام امان العراق وشعبه على اختلاف قومياتهم واديانهم ومذاهبهم واعراقهم .وهي الملاذ لتعبئة الجماهير واحباط مخططات تآمر قوى الاستكبار العالمي.
https://telegram.me/buratha