المقالات

المؤسسة العسكرية تسيس... وليس فيها سيسي ......

2276 2018-12-08

 

زيد الحسن 


الثورات الشعبية كافة التي قامت بها الشعوب المغلوبة على أمرها ، كانت محصلتها أنتفاضة للمؤسسة العسكرية ومسك دفة الثورات و النهوض بها ، و اصبحت هذا الثورات الشعبية دروساً و مناهج تدرس في مادة الاجتماعيات لبعض المراحل الدراسية ، وان كان البعض يرى ان المؤسسة العسكرية تسرق كفاح الشعب و نضاله ، و تقطف ثمار تلك الثورات ، فأن النتيجة واحدة و هي الخلاص من الظلم الواقع على ذاك الشعب . 
كلما خرج الشعب العراقي فـي مظاهرات للمطالبة بحقوقه ، كان يعقد الامل على رؤية قائد من المؤسسة العسكرية ينفض غبار اليأس ، و يحقق ما تصبوا الية تلك الجماهير ، و لطالما كان سقف الأمنيات معقود بذاك القائد أو الضابط ذو التاريخ العريق في القتال .
الأن عرفنا السبب الرئيسي الذي من أجله قامت أمريكا بحل الجيش العراقي و تدمير المؤسسة العسكرية بالكامل!
وهو قتل أي حلم لثورة يقوم بها الشعب العراقي لرفض من جلبتهم لقيادة العراق ، او بتعبير ادق من جلبتهم لتنفيذ أجنداتها و اطماعها في العراق والمنطقة .
شبهات الفساد في المنظومة العسكرية موجودة اكيد و بلا أدنى شك ، لكن لا تقارن بحجم التضحيات التي تقدمها هذه المنظمة فلولاها لأصبح العراق في خبر كان ، المؤسسة العسكرية اليوم هي الوحيدة التي تقدم دماء و ارواح من اجل العراق ،و ان كان بعض قادتها مسيرون لهذا الحزب او ذاك فيبقى عملهم يحتم عليهم حماية ارض العراق من دنس الاعداء ، من هذا المنطلق يأتي حلم الشعب بقائد يركب و يعتلي الثورة الشعبية و يطيح بهرم الفساد و التسلط للاحزاب ،و يبدوا اليوم ان هذا الحلم و هذا التمني قد مات لدى
الشعب العراقي ، و هو يسمع أن خلف كل رئيس للوزراء جوقة عسكرية يأتي بها ليعزز مكانته ويحصن كرسيه ، ويحدث هذا تحت حكم استلام رئيس الحكومة لمنصب القائد العام للقوات المسلحة .
هنا تذكرت قصة قديمة من تراثنا الشعبي :-
يحكى أن رجل له بنتين قد تزوجتا ، واحدة فـي الشمال و الأخرى فـي الجنوب طلبت الأم من زوجها الذهاب لرؤية حال بناتها و بعد أن ذهب الأب الى أبنته التي تعيش في الجنوب وجدها تعيش فـي جفاف و خلو أرضها من الماء و المطر ، توجه الأب الى الأخرى التي في الشمال وجدها تعيش في غرق و فيضانات ، عاد الرجل و أخبر زوجته قائلاً يا أم البنات أن امطرت وأن لم تمطر عليكِ البكاء والعويل لبناتكِ .
هذا اليوم علينا البكاء أن تشكلت الحكومة وأن لم تتشكل فأن مؤسستنا العسكرية ستبقى تحت سلطة الاحزاب و لا أمل لنا فـي قائد عسكري يحقق حلم ثورتنا ، بل العكس صحيح قادتنا ستكبح أي ثورة او نضال لنا ، فهم مسيرون و قادة لاحزابهم وليس لعراقهم .
وأنا أوكد اليوم لمن كان غافلاً او رافضاً التصديق أن المراهنة على مؤسستنا العسكرية ضرب من الخيال، فلنغمض عيوننا و نمسح من ذاكرتنا الثورة التي قام بها الشعب المصري ، التي أنتجت الرئيس السيسي و نحقن أنفسنا بألف ( سيسي ) مخدر عساه يسعفنا في تحمل ما نمر به من وجع وخذلان في قادتنا الكرام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك