المقالات

نص مفتوح هم الشباب!

1346 2018-12-12

أمل الياسري


لا يمكن للسياسي أن ينجح بنظرة إنفرادية أو إنعزالية، والتكامل سر كبير من أسرار النجاح، وفي لحظة الحسم بساحة المعركة لا مجال للإجتهادات، إنما يجب أن يكون هناك توزيع دقيق للأدوار، وهناك شريحة كبيرة في مجتمعنا، تستطيع التصدي لفئة الظالمين والفاسدين، وهم فئة الشباب، فالسياسات الرصينة الواضحة المتجددة والأدوات، تظهر من خلال الشباب الواعي، المؤمن بأن الإزاحة الجيلية، لا تعني التدافع بين الشيوخ والشباب، بل هي عملية طبيعية تتفاعل فيها، خبرات الكبار مع طاقات الشباب.
التخادم المتبادل بين فئات المجتمع، هو الذي ينتج مجتمعاً قوياً، والخدمة الحقيقية لأبناء المجتمع، لا تقدم بشكل متطور، إلا من قبل جيل متفاعل، متقدم يتعايش ومتطلبات الحياة الحديثة، ثم أن الوطن ليس حقل تجارب، فمَنْ أخفق عليه أن ينسحب، ويفسح المجال لغيره في تقديم الخدمة، وهنا تنبض الأصالة ويتجلى الوفاء، والعراقيون ولدوا من رحم التضحيات، فلو إستشهد منهم واحد، فسيولد لنا ألف فارس ليكمل المسيرة، فيصلون الماضي بالحاضر لبناء المستقبل، ويلبسون التيجان كآبائهم بثقة وكبرياء. 
أي إنتصار أو إنجاز لا قيمة له بدون الشباب، لأنهم يستطعيون رسم المستقبل ولا مكان للفاشلين فيه، ولا مكان للفوضى، والشباب العظماء قدرهم أن تكون أفعالهم أكبر من أقوالهم، يستوعبون مفردات الوطنية، والإنتماء، والمواطنة، ويعرفون جيداً ماذا يحتاج العراق، وماذا يريد العراقيون، والحقيقة تقال: إن هناك جيلاً نشأ بعد مخاضات عام (2003)، يعد مصدراً للفخر والإعتزاز، وجامعاً للتعدديات، ومستوعباً للتقاطعات، فالوطن لديهم شعور وليس شعار مجرد شعارات، وهؤلاء هم مَنْ يفضلهم الشعب، لأنهم عنوان التغيير والبناء.
الشباب مفتاح النجاح والصلاح، والمعالجة يجب أن تبدأ في الميدان، لذا من الضروري الإهتمام بهم، وإدخالهم في عملية النهضة والإبداع، وتعزيز الإنجازات المتحققة على أيديهم، ثم أن تنمية الشباب من أهم الأساسيات لبناء العراق، وضمان مستقبله فهم ركيزته وذخيرته المعطاء، التي أنتجت عراقاً جديداً صامداً قادراً على مواجهة التحديات والصعاب بكل شموخ وإصرار، فطبيعي أن نلتفت لهذا الأمر، فنسبة الشباب ( 65% ) من سكان العراق، وهي نسبة لا يستهان بها، والعدد يفرض نفسه بقوة! 
طبيعة الظروف التي يمر بها عراقنا الجديد، لا تعطينا مساحة للتجربة، وإنما علينا أن نضمن النجاح والتألق، ونأتي لشعبنا بواقع جديد، يتصدر فيه الشباب بدمائهم المتجددة المتحركة، الطامحة للرقي والبناء والإعمار، والإنتصار للوطن والمواطن، كما أن الشباب يمتلك كثيراً من مقومات النجاح والكفاح، والنشاط والحيوية، ويتفاعل مع القضايا، وهم طاقات بناءة في عملية التغيير الكبرى، وهم الأكثر عطاء وتضحية، وحرصاً وإندفاعاً نحو مجتمعاتهم، وفي المحصلة لا يسعني إلا أن أقول: الشباب نص مفتوح يستحق الإهتمام!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك