لم يكن ما حدث في العراق بالعاشر من حزيران للعام 2014 امرأ سهلا , ولعله لم يمر على العراقيين مرور الكرام , بل ترك آثارا مازالت قائمة حتى يومنا هذا , فالمواجهة المفاجئة مع خصم لا يمتلك أية قيم أو مبادئ , ويعمل خارج الأعراف الوجدانية والإنسانية , حيث كان السقوط المدوي لكافة المناطق الغربية تحت قبضة مجرمي داعش الإرهابية , له الصدى الأكبر والأخطر في العالم , وخاصة على مستوى مناطق الشرق الأوسط .
هذه الحادثة الخطيرة أفرزت الكثير من المعطيات , التي اختلطت فيها عناصر الخيانة والإخلاص , وامتدت على مساحتها قيم جديدة , ومفاهيم مثلت النخوة الحقيقية للرجل العراقي والشاب العراقي , على مستوى حجم المواجهة مع هذا الخصم الغريب , من حيث الشجاعة والبطولات التي سطرتها جميع الأجهزة الأمنية ورجال الحشد المقدس خلال معارك التحرير .
ولكن كان هناك الدور الأكبر الذي دفع بكل تلك الطاقة القتالية للمواجهة , والذي توسم في صدور البيان رقم 10 , ونحن نسميه بالبيان لأنه كان يمثل , القرار العسكري الأشد والأقوى , والمتمثل بفتوى المرجعية العليا بالنجف الاشرف للجهاد الكفائي , ففي الوقت الذي وقفت فيه جميع أجهزة الدولة ومسؤوليها , عاجزة تماما عن اتخاذ قرار يحرض على المواجهة والقتال , جاءت الفتوى التاريخية , في العاشر من حزيران عام 2014 , لتدفع بجميع الشباب والكهول من القادرين على القتال , للنزول إلى ساحات المعركة , لإزاحة الاحتلال الذي تعرض له العراق من قبل أيتام داعش ومن يقف خلفهم , الذين لا أصل لهم ولا جذور تجمعهم , سوى جذور الخسة والحقد المتراكم على مر التاريخ .
ونحن إذ نحتفل اليوم , بالذكرى السنوية الأولى لاندحار جرذان الكفر والطغيان , ونرى الفرحة الحقيقية بالنصر الكبير الذي , أسست له المرجعية , وحققه رجال الحشد الغيارى , وأبطال الأجهزة الأمنية من الجيش والشرطة , لنعطي درسا تاريخيا بليغا , في قدرتنا على المواجهة مع خصومنا كيف ما كانوا , ومن أي جنس أو أي مكان قادمون .
الاحتفال الكبير الذي شهده العراقيون بيوم النصر , كان نتيجة للتضحيات الكبرى والدماء الشريفة على ارض العراق , نتمنى أن تدوم أفراح العراقيين , وان نعرف من خلال هذا الدرس التاريخي , من هم خصومنا ومن هم أعداءنا , من الداخل والخارج .
https://telegram.me/buratha
