المقالات

المصلحة والاقتصاد مغذيا حرب اليمن


عبد الكاظم حسن الجابري


لا توجد خصومات دائمة ولا صداقات دائمة بين الدول, ما يحرك العلاقات هو الاقتصاد في زمن طغت المادية عليه وصارت صورته البارزة.
لقد أكد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بورش الابن ذلك في أخر ولايته الرئاسية, حيث قال "ليس لنا صديق دائم ولا عدو دائم, إنما هي مصلحتنا نتحرك وفقها", لذا صرنا نرى الأعداء اليوم أصدقاء غدا والأصدقاء أعداء غدا.
تشهد منطقة غرب آسيا صراعا دوليا محتدما, تداخلت فيه أطراف دولية كثيرة, وتشعبت فيه الرؤى, وشهدت دول العراق وسوريا واليمن حصة الأسد في هذا الصراع.
كان العنوان الأبرز لهذه الصراعات هو عدم توسع إيران –الراعية للإرهاب على حد زعمهم- في المنطقة, واخذ البعد الطائفي يصبح محركا ووقودا لهذه الصراعات.
الحقيقة أن الصورة الطائفية ليست الحقيقة الكاملة لهذه الحرب, وإنما هي وسيلة لديمومتها, فالحقيقة الواضحة هي أن موقع هذه الدول هو المسبب لسعر أوار هذه النار الحارقة.
اختصت اليمن بحرب شعواء, وبذلت السعودية جهدها للانخراط في هذه الحرب, وتحشيد قوى عالمية فيها, وأطلقت حربا أسمتها بعاصفة الحزم.
السبب الحقيقي لهذه الحرب هو اقتصادي بامتياز, ويتكون من عدة تفرعات فالفرع الأول هو ما يحويه اليمن من احتياطي نفطي هائل, ومخزون غاز كبير, أثار مطامع قادة السعودية, وقد ذكر ذلك السفير الامريكي ستيفن سيش في عام 2008 في تقرير سري، والذي نشرته ويكيليكس، حيث ينص التقرير على “أن كل من محافظات شبوة ومأرب والجوف لديها احتياطيات غاز كبيرة”.
وكشفت وثيقة نشرت في موقع “ويكليكس” أيضا عن مطامع سعودية تجاه حضرموت التي تنعم بالنفط، وتشير الوثيقة رقم ( 08sanaa1053 ) المؤرخة في (18 حزيران 2008) الصادرة عن السفارة الأميركية بصنعاء, إلى أن أحد الدبلوماسيين البريطانيين في اليمن أبلغ دبلوماسياً سياسياً أميركياً أن السعودية ترغب في إنشاء خط أنابيب نفطي، تملكه وتشغله وتحميه، على أن يمتد من حضرموت إلى مرفأ في خليج عدن، مروراً بالخليج العربي ومضيق هرمز .
يقول المحلل السياسي الأمريكي والباحث فيل بتلر عن أسباب ونوايا السعودية من شن الحرب على اليمن "لماذا تستمر المملكة العربية السعودية بقصف اليمن حيث يعود إلى العصر الحجري؟ وجوهر المسألة هو أن اليمن لديه إحتياطات نفطية عالية جداً، في حين احتياط الرياض ينفد" ويوضح المحلل السياسي الأمريكي فيل بتلر تلك المسالة وخطورتها في الشأن الإقليمي.
ووفقا لبتلر، فإن حرب المملكة العربية السعودية التي تدعمها الولايات المتحدة ضد اليمن ليست حول الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة، ولا حول الحملة العسكرية ضد تنظيم القاعدة في المنطقة أو ضد توسع الحوثين- أنصار الله – ، بل هناك أسباب أخرى..
التفرع الثاني من أسباب حرب اليمن حسب ما نراه, هو لموقعه المسيطر على مضيق باب المندب, والذي تمر منه البواخر التجارية إلى البحر الأحمر, ومنه إلى البحر المتوسط فاوربا مرورا بقناة السويس, وكذلك ينتقل عبر هذا الممر البحري معظم النفط العالمي, فيعبر ما يقرب ثلاثة ملايين وأربعمائة ألف برميل يوميا, وإن أي استحكام لقوى معادية لأمريكا وحلفاءها يعني ضررا تاما لمصالحها واقتصادها.
إن مضيق باب المندب هو نفسه كان السبب في تفتيت الصومال, وتحوليها من بلد قوي وسياحي إلى صحراء جرداء, تتقاتل فيها الجماعات المسلحة وهذا نفسه ما يراد لليمن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك