زيد الحسن
لم يكذب من اطلق على الاعلام لقب ( الماكنة ) فأن الاعلام فعلاً ماكنة ، تدار دفتها أما في الاصلاح و العمل الصادق البناء ، واما بالتدمير و الفتنة و القتل ، لكن عمر الاعلام الصادق الهادف اطول و ابقى و مستمر ، و الاعلام الكاذب سرعان ما يختم على نفسه بنهاية مزرية و يسمى ظاهرة عفنة تفشل فشلاً ذريعاً .
يستغل لصوص الساسة الفاسدين بعض الاقلام المأجورة للترويج لهم و لتلميع صورهم بطرق اصبحت اليوم بدائية امام الشعوب الواعية المثقفة التي ما عادت تنطلي عليها حيل و اباطيل المخادعين ، ولقد تم وصف الكلمات المزيفة بأنها تشبه العملة المزيفة لايباع بها او يشترى .
العراق اليوم يواجه خطراً حقيقياً و ربما يساوي في قساوته ما خلفه داعش الارهابي من دمار و ربما اكثر ، الخطر في تدمير أساس التعليم من مراحله الاولى الى اعلى المراحل ، من تغيير مستمر في المناهج الدراسية الى صعوبتها على مستوى الطلاب ، و وضع قرارات تهدم طموح المربي ايضاً ، وكل هذا المخطط حتى تخرج لنا اجيال لا تفقه شيئاً ، يريدون ان يجعلوا البلد يتخبط في الجهل .
صحيح انه يوجد فرق بين المثقف و المتعلم فليس كل من نال مقعداً في جامعة ما يعتبر مثقفاً بل متعلم ، لكننا نخشى من انتاج جيل جاهل التعليم و جاهل الثقافة ايضاً لهذا نريد من المثقف قول كلمة الحق وهي مفتاح المفاتيح لفتح اقفال الجهل و لبناء اجيال مثقفة متعلمة في نفس الوقت .
الصوت العالي الان يطالب بضرورة زج المثقف في صنع قرار بلاده لما يلعبه من دور حقيقي في نهضته و رفعته .
من المسؤول عن انتاج اعلام تحريضي هدام ؟ قلناها سابقاً و قالها الجميع ان اصحاب الفساد و القتلة هم صناع هذه الآلة البغيضة ، أذن في المقابل علينا التحصن و صنع المضاد لهذة الآلة المدمرة وهو وضع اعلام نزيه شريف ، يكون هدفه الاسمى هو بناء العراق بناءً يليق به و بشعبه .
في الاعلام الابيض الناصع يشعر المرء انه يصبح حراً من قاذورات نفسه ، وأن ضميره يقوده نحو نور السعادة ، عكس اصحاب الاقلام السوداء الذين يعكر صفو حياتهم شعورهم بالذنب ، الواجب الان يحتم علينا طرح مشاكلنا كما هي امام انظار اصحاب القرار لأن القلم هو سلاحنا الفتاك الذي يخشاه اصحاب القرار و يحسبون له الف حساب .
للاسف مرت علينا اقلام كثيرة في الحقبة المنصرمة هدمت ما هدمت لكنها اخيراً وقعت في شر اعمالها و اصبحت في خبر كان ولم يبقى لها من اثر .
نتطلع اليوم الى اعلام حر نزيه يشخص العلل برقي و يبتعد عن التزييف ، رغم خطورة ما سينالوه من بعض المندسين و المروجين للفتن ، من منح الاعلام سلطته و اصبح السلطة الرابعة يريد منه ان يكون سلطة قوية متزنة و شريفة تزيل المرارة من خبزه .
https://telegram.me/buratha