المقالات

الحريات الصحفية..مقابر لا يثني على بنائها أحد!

1372 2018-12-14

أمل الياسري

 

قيود من ورق، تؤدي دوراً مهماً في نقل أحداث، وهموم المواطن، أينما وكيفما كان، فتلاحق المألوف والمستغرب، والقيل والقال، وتتحدث عن الحقير والفقير، والسلم والحرب، وتحشر أنفها في مجاهل الفضاء، ليخط قلمها شيئاً تطرب له الاسماع، ولكن الإعلاميين ليسوا دمى للترفيه عن الناس، لأنهم القلب النابض في مهنة البحث والحقيقة.

يقول الكاتب الأمريكي: (مارك نيوتن تستطيع كلمات الكذب أن تطوف حول العالم، قبل أن تتمكن كلمة الصدق من إرتداء حذائها) وهذا يعني أن الأخبار في حال الإشاعة والفوضى، تكون أكثر إنتشاراً، وتجد طريقها للتأويل والتفسير على وجوه عدة، فالأكاذيب حقائق عزيزة يصعب التفريط بها، وقد فعلت داعش فعلتها بهذا السياق.

الصحفي الفاسد يتعامل مع الخبر والحدث، بشتى الوسائل القذرة في الإثارة والتهويل، وهو أشبه بالبائع لبلاده والخائن لوطنه، ومثل الذي يسرق من بيت أبيه، ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه، ولا اللص يكافئه، خصوصاً وأن الفرن الدموي يجهزنا بالموتى ليلاً ونهاراً، وبالتالي فالحرية الصحفية الإيجابية، المشروطة العادلة، هي ما نبتغيها جميعنا.

الصحافة الصدامية البعثية أيام القمع، كانت تضع امام الكاتب ثلاثة خيارات، وهي السجن أو السفر أو الإنتحار، أما صحافتنا اليوم فباتت بوضع أفضل، رغم الولادة الحديثة لمستوى ديمقراطيتها، وطريقة التعاطي مع الأوضاع الراهنة، التي أزهقت أرواح المئات، من العاملين في المجال الإعلامي، وخلفت جروحاً في الروح، من الصعب أن تندمل.

إن الأقلام الشريفة دفعت ثمن صدقها وولائها للعراق، فلم يقف العدوان علينا طائفياً، بل إمتد ليطال الرموز الإعلامية شيباً وشباباً، فظنهم أنهم سيقتلون الفكر الحر بداخلنا، ولم يدركوا أن عبارات الحق والعدالة، لن تموت بدفن القرابين الصحفية، فبالعكس شهدنا حركة مهدوية ثورية، بوجه التطرف والإرهاب، فنحن صحفيون حسينيون ما بقينا.

أحياناً يسخط الشعب عل مهنة المتاعب، لأنها لا توثق حلولاً للمجتمع، الذي يخرج من ثناياه دمار وأشلاء، ولا تضع حداً لآفة الفساد التي تنخر جسدنا، فأضحت الصحف مجرد مقابر لا يثني أحد على بنائها، وإقتصر مصدر شرائها على حل الكلمات المتقاطعة، وكتابة التحشيشات، التي ما أنزل الخالق بها من سلطان!.

لكي نتخلص من الألم والمرض، لا بد ان نرضى بالعلاج وإن كان مراً، فبمجرد ظهور علامة للشفاء، ذلك يعني تغير النظرة للأمور، ويصبح من السهل الإستمرار، مع العزيمة والإرادة للنهوض، وفقاً لمصلحة الوطن والمواطن، وهذا يدعونا لتقصي الصدق الواقعي في تتبعنا للحدث، وإلا فالصحافة قلم الفوضى المنظم، بيد المثقفين الخونة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك