احمد لعيبي
قبل عام ٢٠١٠ بأيام كنت في دورة اكاديمية اعداد القادة في اربيل وهي فرصة لتلاقي السنه والشيعه والكرد تحت مظلة التعليم بعد ان عجزت بغداد عن احتظان هكذا فعاليات في ظل الطائفية المقيته وكانت الدورة عبارة عن ٢١يوم بمعدل سبعة ايام كل شهرين وفي يوم التخرج كان على كل شخص ان يتكلم قليلا فكان المتحدث الاول من مؤسسة اسلامية شيعية والثاني سنية وكان في بادئ الأمر يصلي المتكلم على محمد وآل محمد قبل الحديث فما كان الا من بعض الاخوة الكرد ومن معهم من مؤسسات الا ان يضحكوا ويتكلمون فيما بينهم بلغة الاستهزاء ووصل الكلام ببعضهم الى التخوين والاتهام واثاروا بعض الضجة المفتعلة كان مدير الاكاديمية يبتسم مكرهآ ويحاول احتواء الموقف لكن دون جدوى ووصل الكلام الى احد الكرد فقال نحن ونحن والامن والامان والتضحية والفداء ووو
ثم انتقل الكلام الي بعد ان صفق الجميع للاخ الذي ادعى النضال والجهاد واتهم الاخرين بالتخوين والسكوت على نظام صدام ..
امسكت مكبر الصوت بيدي قبل ان اشرع بالكلام وقلت لهم جميعا اتمنى ان نقرأ سورة الفاتحة الى ارواح شهداء حلبجة والانتفاضة الشعبانية مسبوقة بالصلاة على اي نبي او شخص ترونه مناسبا شريطة ان لا تضحكوا ...
ثم قلت وانا اقف قبل الفاتحة(من انتم ..اي قادة واي شباب واي شركاء واي امن واي امان واي وحدة تتكلمون عنها..الم تستحوا من شهداء حلبجة ..الم تخجلوا من بكاء امهاتنا الجنوبيات ..الم تجمعنا بكم احواض التيزاب والكراسي الكهربائية والتهجير ونكرة السلمان ...من انتم كي تخوننا ونحن على ارضنا وبين اهلنا ولنا جمهور في الجنوب والوسط شهدائه اكبر من افواهمكم وانتم تضحكون ..
اذا كانت اربيل آمنه فبفضل دم بغداد ودموع الانبار وجرح الناصرية ..
يؤسفني انكم تضحكون على جراح شهدائكم وشهدائنا ..
متى سنبني الوطن والجميع يضحك على فقرائه وشركائه في الوطن ..
تركت القاعة وغادرتها بعد ان خيم صمت على الحاضرين ولم يتكلم احد منهم ولحق بي مدير الاكاديمية عند مصعد البناية وهو يقول لي انه تصرف غير مسؤول ..
فقلت له عندما يحترم الاخرون وجودنا ولا يتلاعبون بمشاعرنا ودماء شهدائنا ستجمعنا جلسة اما ان يستهزئ الاخرون فلن نقبل هذا
وصدقني دماء ودموع الفقراء والمكاريد ستغرق الجميع الذي يلعبون بالشارع والشرع ..
خرجت للفندق وحيدا وانا ابكي بصمت ..
اي اناس هؤلاء يارب ..اي بلاء هذا الذي وقع فيه العراق واهله ..اي زمرة حرامية ابتلينا بيهم كي نقاسي الامرين ..
عندما الصباح وانا احزم حقيبتي طرقت باب غرفتي وكان موظف في الفندق يخبرني ان وفدآ كبيرا رفيعا في القاعة الكبرى بالفندق يريدني ..
نزلت وحقيبتي بيدي وكان شخصية كبيرة كردية واخرى سنية ليبرالية واخرى شيعيه كبيرة لكنها لا تحل ولا تربط ..
قدموا اعتذارا عن ما بدر في قاعة الاكاديمية ..
فقلت لأحدهم ...يبدو ان كل شي في العراق قائم على حرق الشارع والفقراء واهانتهم ومن ثم تنتهي ب( بوس اخوك )وتنتهي المسألة..
اعتذروا للشهداء الكرد والشيعة والسنه بطريقتكم التي يصل بها الاعتذار وانا ليس لدي اي شي تجاهكم ..
فقال احدهم ..احنه قابل كايليلهم يستشهدون ..!!
ويبدو ان الامر اليوم كذلك ..
كل يدعي الوصل بالله ..لكن الله لا يعرف احدا منهم سوى الشهداء ..!!
https://telegram.me/buratha