عبد الكاظم حسن الجابري
في التاريخ عظة وعبرة, ومن قصصه نستطيع أن نرسم صور لواقعنا, بالاستفادة من تجارب الماضين, ثم تصحيح هفواتها وتطوير نجاحاتها.
التاريخ كنز لا ينضب من المعرفة, وفيه شواهد على سلوكيات الماضين, وكيفية تعاملهم مع الأحداث والمشاكل التي تواجه المجتمعات والبلدان, والبحث في التاريخ يعطينا صورة واضحة للقرارات التي اتخذها السابقون في تعاملهم مع القضايا, وطرقهم التي استخدموها لحلها, والتي من الممكن استثمارها لحل بعض المشكلات التي تواجه المجتمع.
الاستثمار المعنوي والروحي للتاريخ في تعديل سلوكيتنا شيء مهم, وقد ندب إليه القران الكريم إليه في أكثر من آية, حيث أوصنا بالنظر في الأمم السابقة, وكيف كانت عاقبتهم نتيجة السلوكيات التي مارسوها في حياتهم.
هناك استثمار آخر للتاريخ, فتحت فُرَصِهِ الحياة العصرية المعاشة, وهو الأمر الذي نريده من كلامنا هذا, وهو الاستثمار الاقتصادي للتاريخ, وتوظيف المنجز البشري الأثري في الكسب الاقتصادي والسياحي.
تمثل المناطق التاريخية الأثرية مصادر جذب كبرى للسياح, الشغوفين بالاطلاع على المعالم التراثية للبلدان المختلفة والتعرف على تاريخ تلك الحضارات وكيفية نشوءها وابرز المعالم التي خلفتها الأمم السالفة.
يمتلك العراق آلاف المواقع الأثرية, وهذه المواقع تضم مختلف الكنوز الأثرية, من صروح ومباني أرخت للحقب البعيدة التي عاشت فيها تلك الأمم.
هذه المواقع العراقية لو تم توظيفها بالشكل الامثل, ودُعِّمَتْ بإنشاء بنى تحتية مرافقة لها من طرق وخدمات وفنادق ومتنزهات, ستكون بمثابة عين لا تنضب من الموارد المالية التي تُغني البلد عن الموارد الأخرى, كما إن إنشاء قرى أثرية ترفيهية ستكون عنصر جذب سياحي أضافي لهذه المواقع, كإنشاء قرية سومرية قرب زقورة أور.
الاستثمار في التاريخ يمثل خطة تنموية ناهضة في تعضيد الدخل الحكومي, وإيجاد فرص عمل نوعية تسهم في التقليل من البطالة, وهذا الاستثمار يحتاج خطوات جدية لتفعيلة من قبل المعنيين بالشأن.
https://telegram.me/buratha