المقالات

ثمار الإعلام ضمير أم وعي؟!

2938 2018-12-16

أمل الياسري


(عندما يكون الإعلام مثل قطعة النقود بوجهين فإنه سيقضي كل مسيرته يتنقل بين جيوب الناس) وبما أن الإعلام اليوم بدور هائل في تشويه الحقائق عن العراق، لصالح أهداف باتت معروفة للجميع، لذلك تقع على القنوات الشريفة مسؤولية كبرى في هذا المجال، لأنهم أمام ملف كبير، لوضع الخطط الإعلامية العملية لتنفيذها خدمة لأبناء العراق.
مفردات أبجديات الخطاب الوطني الناضج، لا تتوقف عند محطات الطائفية، أو المذهبية، أو العرقية، بل تمثل خطاباً لكل أبناء الوطن دون تمييز وإقصاء، كما أن الاعلام الرسالي لا يختلق الأعداء، ولا يؤمن بنظرية المؤامرة، ويتعامل بمنطق الإحتواء، والإستيعاب، والإحتضان، ويدفع الناس للإنسجام مع الحق، وهذا ما يريده المشاهد، أو القارئ، أو المستمع المعتدل.
العراق واجه بعد عام (2003) ماكنة إعلامية سوداء لضربه من جميع الجهات، لكنه كان دائماً ما يؤكد على التمسك بالثوابت الوطنية العليا، والحفاظ على وحدة البلد أرضاً وشعباً، لذا وجب إستنكار الخطاب التحريضي المغرض، المتآمر مع الأعداء، الذي يتخندق بجانب الإرهاب والفساد بكل أشكالهما، حين تبث الأخبار الكاذبة، سعياً لخلق الفوضى وزعزعة الإستقرار.
في عالمنا اليوم هناك ما لا يقل عن (خمسة ملايين) إعلامي إرهابي، خارج مفهوم الإعلام الصادق، والكلمة الحرة، وخارج نظاق أخلاق المهنة الاصيلة، لكننا لا نرى هؤلاء إلا بأعداد قليلة على الشاشات الملوثة، حتى فقدت بعض وسائل الإعلام مصداقيتها، خاصة بعد أن زمرت للدواعش وأذنابهم، وإندفعت بإتجاه خلق الأزمات وتفقيسها بدلاً من إطفائها.
طبيعة التنافس في المؤسسات الإعلامية لا يرتبط بأسلوب العرض، بل بمضمون ما يعرض من معلومات وصور، وفكر وما الهدف منه؟ هل هو مرسوم؟ مختلق؟ مدبر؟ معد؟ وعليه فلابد من توخي الحذر والدقة، عند إطلاق التصحريحات في وسائل الإعلام، والإعلام الناضج يصنع شعوب واعية متصالحة مع ذاتها، قادرة على صنع الإنتصار مهما كلف الأمر.
ذات مرة قال النازي الألماني غوبلز: (أعطني إعلاماً بلا ضمير أعطِك شعباً بلا وعي) والحقيقة إن إعلام اليوم لا يصنع رأياً فقط، وإنما يؤثر في العقول ويحركها، ولم يعد واصفاً للحدث أو ناقلاً له وإنما صانعاً له، وبالتالي فالإعلام الظلامي يعيد الشعوب خطوات كبيرة الى الوراء، ويخلق حالة من الجمود، والتراجع، والإنكسار. 
إشراقة الإعلام الشجاع الوطني، إتضحت جلياً في الوقفة البطولية لأبناء العراق، وتلبية نداء المرجعية الدينية العليا بعد (10/ حزيران/2014 )، حين حاولت عصابات من الصعاليك إستباحة الأرض والعرض، فكان للإعلام دور كبير، لشجب وإستنكار الخطاب الطائفي، وضد مَنْ يحملون نفايات فكرية، حيث هي أشد خطراً على المواطن العراقي، من النفايات الموجودة في الشوارع. 
هناك شعوب تعاني الضياع الفكري، لأنها تواجه ضغوطاً هائلة من الهلوسة الإعلامية الموجهة، وتعد أخطر أسلحة العصر فتكاً، فالحروب الإعلامية باتت تبدأ بقرارسياسي وتنتهي بهدنة، ثم أن خلق الوعي هو مهمة الإعلام الأساسية، ومن أصعب المهام وأقدسها، فكما هناك إعلاميون فاقدون للضمير الإنساني، هناك أيضاً إعلاميون، يتميزون بالصدق والإعتدال، ومهمتهم صناعة الوطن وإحياءالأمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك