المقالات

عبوة عاشقة...!!

1739 2018-12-17

احمد لعيبي

 

كان قلبها يدق مثل طبول حرب عندما تراه يقف في باب الدار رغم أنه لم يرفع راسه يومآ في وجهها الذي كان هلال عيده كما اخبرها عندما ترك خجله وقال لها(اني احبك)..لم تقل له في يوم حبيبي رغم حبها له وعشقها لكل شي فيه ومرت الأعوام مسرعة والحب يكبر وهو يقول لها سأفديك بروحي ذات يوم حتى وان لم تكوني زوجتي..!!

كانت اموره المادية متعسرة مثل أحوال العراق وكان ينتظر فسحة أمل في ظل الابواب المغلقة بوجهه وهذا هو عام الحب السابع يشارف على الانتهاء وتيبست العهود والوعود..

واخيرا اشرقت شمس العام الثامن وهي معه ولكن هذه المرة زوجة في بيته تحت سقف واحد والدمع يملأ العيون الضاحكة..!!

كانت تقول مازحة بعد ان تزوجا (قبل زواجنا كنت تقول لي ستفديني بروحك واظنك غيرت رأيك بعد الزواج ) فضحك وقال لها انت روحي وسافديك بك فضحكا معا ضحكة قلقة ...

كانت ثمرة الزواج والصبر والانتظار حمل بتوأم لم ير النور بعد..

وانشغل الام والاب بتحضير اغراض التوام وهو لايزال بعالم آخر ..

وعصف بهم ظرف آخر مثل كل عراقي مكرود في هذا الوطن لايملك لنفسه نفعا ولا ضرا..

كان تهديد له اضطر ان يحزم اغراضه ليبتعد بها عن نيران الحقد والكره فهي من طائفة اخرى وهو من طائفة مغضوب عليها من عهد ادم إلى قيام يوم الدين ...

ولكن كيف يتخلى عن اعوام حبه السبعة..

كيف يتخلى عن طفليه في بطنها..

والاهم من ذلك كله كيف يتخلى عنها وهي سلوة دنياه وقلبه..

جمعت كل ما عندها وعنده ليبيعوه في الكرادة حيث يباع كل شئ جميل في هذه المدينة المقتولة المسلوبة..

في الجزرة الوسطية كانت عبوة مزروعة عاشقة للفقراء والعشاق زرعها شخص ينتظر حورية وكأس خمر بعد ان قرا فتوى تجوز له قتل الحب..!!

وفي بلدنا ما أسهل قتل الحب..!!كانت تعبر الشارع ببطء فتاخر عنها ليوقف السيارات حتى تعبر وفي هذه اللحظة انفجرت العبوة واصابت الزوجة وهي حامل فبترت يدها وبقيت على الارض وفي هذا الوقت علا صراخ الناس بأن هناك انتحاري يروم تفجير نفسه على الناس ..

وركض مسرعآ بكل قوته ليرمي نفسه فوق زوجته وتوأميه في بطنها ليحميها من الانتحاري وتعالى الدخان في شارع الكرادة وانكشف الوضع وكان الرجل شهيدآ فوق زوجته وطفليه ..

تمزقت اشلاء العاشق وصدق وعده وفداها بنفسه..

ومات التوأم لحظة سقوطها اذا اصابت بطنها خشبة احد الجنابر..

وفقدت تلك المراة حبها وتوأمها ومستقبلها في الكرادة...!!

مدينة العشاق الفقراء الاموات...!!

نحن شعب يفقد كل شئ في لحظات لأن دمه وماله وحبه مستباح..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك