زيد الحسن
المجتمع العشائري جميل بحق وشيوخ العشائر الاصلاء لايوجد اجمل من احاديثهم وطريقة كلامهم واسلوبهم في التعامل مع المشاكل الجسام اسلوب سياسي بأمتياز ، ويتميز بالحكمة والرقي بشكل ملفت للنظر .
العنف في المجتمع العراقي ساهمت في تصعيد وتيرته عدة عوامل من بينها دنو اناس ( للمشيخة ) وادعائهم انهم شيوخ عشائر بعد ان اصبح المجتمع يحترم ويقدس رؤساء العشائر ، للأسف اختلط على الكثير من الناس حابلها من نابلها الان بسبب سكوت شيوخ العشائر الحقيقيون على ظاهرة التشيخ في المجتمع العراقي .
كانت اوامر شيوخ العشائر تطاع دون عصيان او تمرد ، ولا يرفع سلاح بوجه عشيرة اخرى حتى تستنفذ كل الطرق الدبلوماسية لحل النزاع ان وجد .
تدخل الدولة اليوم لتفرض على العشائر القوانين ضد ما يسمى ( الدكة العشائرية ) سببه الانفلات العشائري والعنف العشائري الذي وصل لحد لايطاق ، وصل وتعدى مرحلة الاستهتار بكل القيم والاعراف واصبح التفاخر بقطعة سلاح يحتاج ازهاق روح .
في الثلاث عقود الماضية ورغم الحكم القمعي للطاغية لم يجروء على التدخل بامور العشائر بل كان النظام يحاول التقرب لرؤساء العشائر لما كانوا يمتلكونه من سطوة وجاه وكلمة مسموعة .
لا ينال المشيخة الا ابن الشيخ ، كنت فيما مضى اعتبر هذه المقولة نوع من انواع الدكتاتورية يمارسها شيوخ العشائر ، اما الان علمت انها قاعدة صحيحة ويجب الالتزام بها فكما يعبر المجتمع العراقي على المشيخة بمصطلح ( بيت البخت ) والسبب انه سابقاً وجد لحماية ارواح وممتلكات الناس واصبح اليوم بعض شيوخ العشائر يمارسون دور قطاع الطرق والتلاعب بالقوانين وحتى الشرعية منها .
فيما مضى كان المجلس العشائري يضم الجميع وكل رجل يعرف موقع جلوسه في هذا ( الديوان ) ويتصدر رجل دين صدارة المجلس ليقوم بالارشاد والتوعية بين فترة واخرى والتسامر ورائحة القهوة ودندنة الفنجان لهما رهبة وقداسة ، اليوم اختلف الامر اصبحت جلسة بعض من يطلقون على انفسهم شيوخ جلساتهم للتنابز وذكر عورات الناس ومجالسهم ما انزل الله بها من سلطان .
جابه بعض شيوخ العشائر الاصلاء هذه الظاهرة بقوة وحزم حيث تشكلت تجمعات عشائرية يرئسها شيوخ حقيقيون يمتلكون من الوعي والثقافة الشيء الكثير لديهم حكمة ابائهم وعطر ( المشيخة ) يناسب هيبتهم ، يقومون الان بحل المشاكل حسب استطاعتهم .
شيوخنا الاصلاء نحملكم مسؤولية العنف الذي في الشارع عليكم كشف كل مدعي اثم ، مارسوا دوركم الحقيقي في حماية المجتمع ، ولا تيئسوا فمن غير المعقول ان تقودكم قوانين الحكومة بعد ان كان قانون العشيرة نافذ المفعول ، لاتنسوا ان عباءة ابائكم كانت ضد الرصاص لما فيها من ( بخت ) .
https://telegram.me/buratha