المقالات

العنف السياسي؛ على باب فاطمة الملتهب!

1857 2018-12-18

امل الياسري

 

بر موحش قريب من الباب، بدأ بالزحف نحو بيت النبوة، ومعدن الرسالة، وسقيفة تعيش أجواء الشورى المزعومة، متناسية حديث الغدير والثقلين، فأمست القضية لا في وجود الشيطان، بل هي فيمَنْ سمح للطواغيت، بالوقوف خلف الباب، وإرتكاب جريمتهم، بحق السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فالباب النازف، والجنين المتوشح بتراب البيت الطاهر، والضلع المكسور، أبطال مسلسل المصائب، وما يتعجب لهذا البيت، أن الحب في الله يجعلهم، ينهضون بقوة وصمود، بوجه التآمر والخيانة، فلم يهنوا ويحزنوا وهم الأعلون!

حرية كلام باتت عرضة للخطر، وسط دفعة خبيثة للباب، فإحتضان التراب، كان سبباً مؤقتاً لعدم الحديث، لكن التهديدات الفارغة، لمَنْ وراء الباب كانت هباءً منثوراً، والصمود الفاطمي العلوي، كان بحق تسديداً ربانياً، لحفظ خط الإسلام والمجتمع الإسلامي آنذاك، فكل الأشياء كانت تتحرك، غضباً لدماء بضعة الرسول وأم أبيها، ورغم أن المنافقين، أرادوا سرقة مشهد ظلامة بنت رسول الأمة، لكنهم لم يلتفتوا الى الباب الخلفي للجحيم، ففتح مصراعيه لمن تلخطت أيديهم، بجريمة يندى لها جبين الإنسانية! 

نياح الباب باقٍ، ولن ينام أو يموت، لأن الحرية الموعودة عنده، باتت طريقاً ثورياً مفعماً بالتضحيات، وأسراره الملتهبة، مثلت عذابات أهل البيت (عليهم السلام)، وصبرهم على الشدائد، وشاهداً على خيبات المارقين، على الدين والنبوة، ونفوسهم المرهقة بالخلافة الزائفة، فهم ضاجون بالإحتجاج على كل شيء، رغم أنهم لا يفقهون شيئاً، لكن الرابح الأخروي ينال كل شيء، فكرامة الشهادة، لا ينالها إلا ذو حظ عظيم، فصوت الباب قصيدة كونية، ألهمت أتباع علي، للنهوض بالأمة ضد الخط المنحرف!

هوس التفرد بالسلطة، وحكم مجتمع ملغوم بالإنحرافات، وجمع الأموال، وحب الدنيا كان يعني لهم، الوقوف بوجه سيدة النساء، بضعة المصطفى (صلواته تعالى عليه وعلى أله)، لأنها تمثل الخط المتصل بولي المسلمين، وولايته المفروضة في غدير خم، لذا أقدموا على إرتكاب الفاجعة بحقها، رغم أنهم يعرفون منزلتها، لكن الحقد الأعمى، والشيطان الأدهى، دفعهم لهذه الفعلة النكراء، فوراء الباب برزت رائحة الحقد، وسموم الحرب، فألتهبت النيران، وعلمت الأرض ما احضر هؤلاء القوم من فعال، فاطبقت السماء لفعلهم!

ظلام أسطوري ساد الباب، الذي تجاوزت ثلة منافقة خطوطه الحمراء، ليصنع مسماره ما صنع، بالصديقة الطاهرة وجنينها المحسن (عليهما السلام)، فالحقيقة واضحة، وهي أن السيدة الزهراء، ستسافر في ليل أعزل، بناء على طلبها، تاركة الأمة، بغضب أرضي، وسخط سماوي، ودفنت سراً، فالغياب والموت بصياغة جديدة، هو قصة لحياة أسطورية، بدأت معها قصة الإمامة لأهل البيت، وطريقهم المليء بالخلود والتسامح، والسير بالأمة لمواجهة التردي، نحو الصلاح والإصلاح، فهم أناس مهمتهم تصحيح الإنحرافات، وميثاقهم العدل، والعدالة، والإعتدال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك