مصعب ابو جراح
العنف العشائري مصطلح يكاد يكون مقتصراً في الشرق الاوسط عامة والبلدان العربية بصورة خاصة لأنه اكثر معرفة ووضوح فيه, ماعدا بعض الدول التي قامت وبصورة نهائية بالقضاء على هذا المصطلح بل وتجاوزته مع الايام وقضت عليه تدريجيا مع مرور الوقت حيث انتهى شيء اسمه قبيلة مع التأثير المباشر لمجتمع الحضر والمدنية ,و بدء تحفيز المواطنين على احترام القانون والدستور الذي يحكم ويسود ,حيث ان الجميع سواسية بنفس العقاب ونفس قانون المساواة والعدالة .
الدول العربية وبالخصوص العراق المسيطر عليها الطابع القبلي العشائري وبشكل واضح, و لا يوجد أي استثناء لمكون او قومية ,ماولد مشاعر الانتماء والارتباط والتزام المعايير المتوارثة بالتعصب الاعمى . حيث يقسم هذا الموضوع الى داخلي وخارجي فالأول يكون على الرئاسة ولمن الكلمة الاعلى متماشيا مع منطلق اني واخوي على ابن عمي بين ابناء القبيلة ,اما الثاني فمن منطلق اني وابن عمي على الغريب .
العنف العشائري للأسف أصبح ظاهرة لم يستطع التقدم بأساليب العيش ووسائل المعيشة الحديثة أن يقضي عليه تماما فمن العجيب انك تجد شخص امرأة او رجل من الممكن ان يكون حاصلا على مستوى تعليمي مرتفع و من دول اجنبيه ويمارس حياة في منتهى العصرية بتفاصيلها من المأكل و الملبس و السكن وغيرها إلا انه مازال متشبثا بقبليته و عندما ينادي احد افراد قبيلته الفزعة تجده مهرولا بل راكضا ليفزع لابن عمه الذي يلتقي معه بجده السابع او الثامن فهذه النخوة و المروءة أمر رائع و مدعاة للفخر فنحن نحترم جدا من يقف لأخيه الانسان و يساعده و يكن له سندا و عونا في الشدائد لكن نشجب الممارسات الخاطئة ،منها التي بها تعدي أحيانا على الآخرين بما يتنافى مع القيم الأصيلة التي نتباهى و نزهو به.
اما علاج العنف يكون بكل تأكيد أكثر صعوبة و يحتاج لبذل مجهود أكبر و بطرق أكثر تخصص ويكون ذلك عبر الوعظ و النصح من خلال التعاليم الدينية كل حسب دينه و التي جميعها يدعو للقيم النبيلة و يعطي منهاجا للعيش ببيئة صالحه عبر التآخي والتراحم.
العنف في مجتمعنا العراقي موجود كما ذكرنا لأنه يعتمد تكوينه على العشيرة بشكل كبير ورغم ذلك لا يمكن إنكار وجود بعض المجتمعات العربية التي يدخل في تكوينها المجتمعي العشيرة.
تحاول الحكومات بالطرق القانونية الحد من ظاهرة العنف العشائري لما لها من انعكاسات سلبية على تقدم ونمو هذه المجتمعات و القرى والمدن فى كافة المجالات.
فالعشائر في بعض البلدان لها دورا كبيرا في بناء الدولة و تأسيسها و استقرارها و أمانها من خلال قوتهم بالرجال و السلاح ووقوفهم بوجه العدو حفاظا على الارض و الشعب من خلال العادات و المفاهيم التي توارثوها.
ختاما يا شيوخ عشائرنا كونوا سبب في بناء ورخاء العراق لا في تهديميه وتأخيره .
https://telegram.me/buratha
