المقالات

افعالنا سببت لنا الهلاك ..!

2215 2018-12-20

زيد الحسن 


شماعة الاعذار هي الفطمة الاولى التي يتناولها الانسان منذ الصغر ليبرر فيها تقصيره ، وتكبر معه لتتحمل ان يعلق عليها اخطائه وحماقاته وحتى تقصيره في العمل .
الحكومات و مؤسساتها وبكل مفاصلها من موظفين بمختلف الدرجات الى الآت عليهم واجبات ويتحملون مسؤولية ما ، وتشمل هذه المسؤولية المواطن ايضا ، ولو تفحصنا جيداً لوجدنا ان الجميع مقصر في تحمل مسؤلياته الملقاة على عاتقه ، حتى تلك الآلة لم تكن على المستوى المطلوب في اداء عملها .
قد يرى البعض ان مفهوم المسؤولية سهل وبسيط ولا يحتاج الى الشرح والتشعب فيه او حتى الكلام عنه اصلا ، والحقيقة ان هذا المفهوم هو حجر الاساس لبناء أي حضارة او حتى لتسهيل سبل العيش السليم والطبيعي الذي يخلو من الكبوات .
يقول الفيلسوف كونفوشيوس ؛ فليقم الامير بدوره كأمير والتابع بدوره كتابع ، وليقم الأب بدوره كأب والابن كأبن ، وهنالك مقولة اخرى تقول ( مايجب أخذه على محمل الجد هو مسؤوليتنا وليس انفسنا ) .
المعروف ان درب النجاح يكمن في قدرة الانسان على تحمل مسؤولياته والتميز بتنفيذها والابداع فيها .
من المسؤول عن توزيع المسؤوليات الحكومة ام الشعب ، ام انها فطرة ونظام عيش قائم بحد ذاته ؟
اذا كان توزيع المسؤوليات واجب من واجبات الدولة وتشريعاتها فاننا لم نسمع يوماً مسؤول حكومي يشير لهذه المسؤوليات ! واذا كان الامر قائم بحد ذاته ولم يلتفت اليه احد فنحن لانطلب التقدم والنجاح ، لان المسؤوليات بحاجة الى التجدد والتشعب اكثر واكثر يوما بعد يوم ، وان بقيت المسؤوليات راكدة وجامدة ولم يمسسها الضمير فان العمل ينتكس ونعود بانفسنا الى العصور الوسطى .
لنأخذ مثالاً بسيطا وسهلاً للغاية ؛ أيها الموظف لم البطئ في أكمال هذه الاوراق التي بين يديك وانت تعمل بنظام الكتروني يفترض ان يكون بمستوى عالِ من السرعة ؟ 
يجيب الموظف ؛ ياسيدي ان هذه الآلة ذات منشأ رديئ لا تلبي الاحتياجات والسرعة المطلوبة في العمل ، بثوانِ قليلة تنصل من المسؤولية ورماها على عاتق الآلة ، اذن ياسيدي الموظف الخلل في تنفيذ المسؤولية لايقع على عاتقك او حتى عاتق المسؤول عنك ؟ طبعا سيدي لو كانت لدي آلة ذات منشأ جيد ومواصفات اعلى لكنت انجزت عملي في نصف ساعات العمل ،
اذن اصبح الخلل يقع على عاتق من استورد هذه الآلة ووضعها في موضع لاتليق به ولا تحقق الغاية المنشودة في تنفيذ المسؤولية ، ورميت كرة التقصير في شباك مسؤول اخر وموظف اخر دون قصد ، اما انا فما زلت احمل هذا الموظف المسؤولية انه وافق على العمل على هذه الآلة ، ولم يعترض ولم يصرخ عالياً انها تهدر وقته وتجحف حقه وتحبط من عزيمته نحوا النجاح .
هذا كان مثالاً مبسطاً عن رمينا اهمالنا وتقصيرنا على الغير ، والحقيقة ان الجميع مقصر في اداء عمله ، فما زلنا يوماً بعد يوم نرتكب الاخطاء ونعود لنفس النتائج ونكذب على انفسنا بأننا صناع مجد وحضارة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك