المقالات

دودة القز والواقع العراقي ومرجعيتنا

1618 2018-12-21

أمل الياسري


الإختلافات السياسية تعصف بنا، والواقع الخدمي متلكئ في بلادنا، حد مثاقيل الجبال ومكاييل البحار، وعليه فبناء العملية السياسية في هذه الظروف الصعبة، يجب أن يكون يكون بناء قادراً على أن يطمئن جميع العراقيين، ويهدئ النفوس، ويسحب فتيل الأزمة، ويطيب الخواطر، ثم أنه ليس منقبة أن يتحجر الإنسان بكلامه، فمفهوم الدولة اليوم هي مجموعة إقطاعيين، تتحكم بمصائر الناس، والخيبات المتكررة في واقعهم، جعلتهم يسألون كثيراً وبتحسر شديد: مَن هم الرجال الذين نعتمدهم في تحقيق طموحاتنا وآمالنا؟
الإنعزال كدودة القز وإشتغالها ليل نهار، وتعتقد أنها تعمل شيئاً مهماً، ولا تعرف أنها تحيط نفسها بهذا الخيط حتى يكتمل فتموت، وحين يغلق أي منفذ لدخول الهواء، يستفيد الآخرون من نتاجها، لكنها تموت في النهاية، فيا ترى هل تنبهت الحكومة الحالية، أنها تحيط بنفسها بخيوط من المهاترات، والمسميات، حتى يخيل إلينا أنها ستختنق، والمشهد السياسي ملتهب، ويشتغل ليل نهار بكافتيريا مجلس النواب الموقر، بحيلة برلمانية يلجأ إليها المتملقون والمسوفون، لعرقلة إقرار بقية الكابينة الوزارية المرتقبة.
سياسة إتفاقات اللحظة الأخيرة، وسياسة الوعود الكبيرة تحت الطاولة، جربها العراقيون كثيراً لكنها فشلت وبإمتياز، فلا خدمة للناس ولا تلبية لمطالبه وحقوقه، ومثل هذا الوضع يجب أن يقاس بحجمه وعمقه، لأن الأعداء تتربص بنا وتريد أن تجعلنا كدودة القز، نضخ لها خيراتنا وشعبنا يعيش الفقر، على أنه كان متوقعاً أن يعيش العراقيون بحال أفضل، بعد سقوط الطاغية، وحلول أجواء الديمقراطية، وخيوطنا السياسية هذه الأيام تنشطر أفقيا وعمودياً، والأزمات تتوالد يوماً بعد آخر ولا معالجة تذكر.
الساسيون لايهمهم الشتاء قرصنا أم رقصنا منه، والحكومة في مخاض عسير الولادة، وقد طال إنتظارها وسط هذا التدافع الكبير، على تفاصيل شخصية، وفئوية، وحزبية، نسي فيها المسؤولون أولوياتهم المستحقة في خدمة الوطن والمواطن، لذا يجب الإستعانة بأدوات جديدة مهنية، كفوءة نزيهة، وهو ما تحتاجه العملية السياسية اليوم، لتقديم الخدمة على أرض الواقع، لا شعاراً يتم تداوله على قناته الإعلامية فقط، ثم أن الخدمات تؤنبنا بألم وحرقة، وكل مدن العراق لديها صرخة، فهل من مغيث يغيثها؟
المرجعية الدينية العليا اليوم، (21/12/ 2018 والمصادف 13 ربيع الثاني 1440 للهجرة)، تناولت في خطبتها السياسية بعد صلاة الجمعة، أنها مستاءة جداً من الواقع الخدمي، والتلكؤ الوظيفي والمهني في مؤسسات الدولة، وأن البحث عن المصالح الضيقة والخاصة، سيتحول الى قوة تدمير وفساد للمجتمع والسلم، وسينعدم الإستقرار، ويتهدد مستقبل الأجيال القادمة، كما أنها وجهت نقداً لاذعاً، لسياسة تقديم المصالح الحزبية، والسياسية في المجتمع العراق على حساب الوطن، فيفترض أن المعيار لدينا، هو خدمة المواطن والإنتصار له .
دعوة الى الحكومة والساسة على السواء: لا نريد للبصرة أن تختنق، ولا لأية محافظة أخرى أن تحترق، لكن ترفعوا عن مصالحكم الخاصة، ولا مجال لتوظيف معاناة العراقيين، لتحقيق مكاسب شخصية وحزبية، فلا للنفاق والإخفاق، ولا للإساءة للبلاد والعباد، ولا لدولة العناد والفساد، فلقد تعب شعبنا العراقي العظيم من أعوام الفوضى والعبث، مثلما تعب فيما مضى من عقود القمع والبعث، وبعد عام (3003) كان يفترض أن لا راية تعلو فوق راية العراق، فلنرسم مستقبلاً يليق بالعراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك