طيب العراقي
في العهد الملكي، وفي عام 1957، أي قبل 62 عاما، أسس الفيلييون البغداديون، في بغداد ـ الكرادة داخل ـ منطقة البوجمعة، ناديا رياضيا؛ هو نادي الفيلية الرياضي، وقد أسسه عدد من الرياضيين الفيليين ألأوائل، أمثال عبد الله علي الأدهم، ومصطفى مرتضى، وحسين علي مراد، وعبد الجبار مصطفى، وشعبان نور علي، ومحمد حسن برزو..
كان للنادي المذكور فريق قوي لكرة القدم، ومثله لكرة الطائرة وآخر لكرة السلة، كما تشكل فريق ممتاز للملاكمة وآخر للمصارعة، وللسباحة فريق مماثل.
لكي نتوصل الى حقيقة مهمة، تتعلق بمدى فاعلية وأسهام الفيليين بالحياة العراقية، وعطائهم الثر في المجال الرياضي الذي برعوا فيه بشكل لافت، فقد رفد الفيلييون الحركة الرياضية بخيرة اللاعبين منهم: الرباع (عبد الواحد عزيز) العراقي الأول في تاريخ الرياضة العراقية الأولمبية الذي يحصل على ميدالية للعراق (برونزية) وذلك في دورة روما 1960، الربّاع البطل في الألعاب الآسيوية (عزيز عباس)، حاميا هدف منتخب العراق السابق لكرة القدم أنور مراد وجلال عبد الرحمن، اللاعبون الدوليون السابقون محمود أسد، عبد الصمد اسد، مهدي عبد الصاحب، ولاعبو منتخب كرة السلة الوطني داود سلمان وعبدالحسين خليل ورحمن سردار واللاعبة الأولمبية كوثر نعمة فتاح..
من بين كبار الأسماء الرياضية اللامعة، كان هناك بطل العراق بالركض خضير سلاطة، وعبد الأمير السعداوي الرياضي المتعدد المواهب، وأبطال السباحة خليل أبراهيم(خلاوي) وتاج مجيد، ولاعب كرة السلة المعروف طارق حسن(حرامي بغداد) وسعيد حسين، والمرحوم نعمان مراد الذي أعاد تأسيس نادي الفيلية مجددا،بعد سقوط نظام صدام، وغيرهؤلاء الذين ذكرناهم كثير..
النادي المذكور كان واحدا؛ من أعرق المؤسسات الرياضية البغدادية، ولم يقتصر نشاطه على الفيليين وحدهم، بل فتح ابوابه لكل الرياضيين العراقيين، وكان بحق مؤسسة رياضية وطنية عراقية جامعة، لأن المؤسسين الفيليين لم يؤمنوا بالأنغلاق العنصري ابدا، لكن سياسات الأنظمة العنصرية خصوصا بعد عام 1963، حينما نزا البعث على ظهور العراقيين، حالت دون إستمرار روح الأخاء والمحبة، وأوقف نشاط هذه البؤرة الوطنية الخلاقة.
سقنا هذه المعلومات التي تشكل نتفة صغيرة جدا، من دور الفيليين بالحياة الرياضية العراقية، لنقرر أن الرياضة واحدة، من أفضل وسائل بناء التعايش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، وأن الفيليين بعراقتهم وأصالتهم، كانوا وما يزالون قطب رحى هذا التعايش، وأن الذين سبقونا من آبائنا وأجدادنا كانوا مدركين لأهمية الرياضة في تأصيل أنتماء الأنسان لوطنه، ولذلك عنوابشكل لافت بهذه الجزئية، وعدوها مفتاحا مهما من مفاتيح الحياة الحرة الكريمة.
اليوم يتعين على قادة الفيليين إستعادة هذا المجد، وإعادة بناء هذه الصورة الرائعة، عن مثابة أبناء الفيليين في المجال الرياضي، وأن لا يتوقف الأمر عند حدود الأماني والنوايا.
نحن إزاء مهمة كبرى تتمثل بإعادة بناء جيل شبابي فيلي، متسلح بالقيم والمباديء النبيلة، وليس مثل الرياضة، من بوابة لدخول هذه المهمة مثل الرياضة، التي تستطيع أن ترفع أسم الفيليين عاليا في المحافل الرياضية العراقية وألقليمية والدولية..
إننا بحاجة الى نهضة رياضية فيلية في كافة مناطق وجود الفيليين، وخصوصا في مدنهم وبلداتهم المعروفة، وبحاجة الى تأسيس العديد من النوادي الرياضية الفيلية، في مدن ديالى والكوت وبدرة وجصان ومندلي وخانقين وشهربا نوجلولاء وقزلرباط وكلار، فضلا عن عدد من النوادي وليس ناديا واحدا في بغداد.
إذا كانت لدى قادة الفيلييين نوايا حقيقية لإستعادة حقوق أمتهم المسلوبة المغتصبة، فعليهم الشروع من نقطة إعادة بناء الأنسان "القادر" على إستعادة الحقوق، وليس أن يتكلوا على المطالبة والتمني فحسب..الحقوق تحتاج رجال أصحاء..والرياضة هي ميدان صناعتهم..!
https://telegram.me/buratha
