المقالات

الفيدرالية واللامكزية..سوء فهم ..!

1326 2018-12-22

علي عبد سلمان

 

ثمة خلط كبير بين مفاهيم الفيدرالية واللامركزية وتمسك غير مبرر بالمركزية, فالبعض يقول أن الفيدرالية نظام إداري, وأنه يعني اللامركزية,وهذا خطأ كبير جدا. فالفيدرالية ليس نظاما أداريا , بل نظاما سياسيا يقسم البلد جغرافيا بين أقاليم تكاد أن تكون دويلات ناقصة السيادة , ينقصها فقط اثنان جيش وخارجية, فالجيش والخارجية تتبع الدولة الاتحادية . فهكذا سيكون لدينا دولة الموصل ودولة السماوة ودولة تكريت ودولة ديالى ودولة الديوانية الى رقم 14 ومعهم دولتي كوردستان بإدارتي السليمانية وأربيل, تضمهم جميعا دولة اتحادية تسمى دولة العراق - لكل دولة دستورها وقانونها و أمنها ونظامها – دولة بكل معنى الدولة في ماعدا النقطتان المذكورتان .ولكن هل تعني الدولة الفيدرالية غياب المركزية ؟

لا , لا يعني قيام الدولة الفيدرالية أنها ستكون دولة لا مركزية, فاللامركزية نظام إداري وليس سياسي, ولن تستطيع الفيدرالية أن تلغي الحكم المركزي، وسيتعين على من لديه معاملة من أهل الشرقاط الخضوع لإجراءات مركزية من حكومة تكريت، وسيتعين على من هو من أهل الصويرة مثلا الخضوع لمركزية دولة واسط مثلا، هذا إذا كانت الفيدرالية لم تتبع النظام الإدارة اللامركزية!

إذن قد تكون الفيدرالية أدارة مركزية . بينما ما يطالب به كل العراقيين هو نظام سياسي يحافظ على وحدة العراق, بينما يحتاجون إلى نظام إداري لا مركزي يستطيعون انجاز جميع أعمالهم وتعاملاتهم ومعاملاتهم في مناطقهم...إذن لنتفق أولا على الأهداف :-

• الهدف الأول :- نظام سياسي يحافظ على عراق موحد قوي متماسك

• الهدف الثاني :- نظام إداري يمكن كل مواطن من إنجاز جميع معاملاته بسهولة ويسر ودون أن ينتقل من مدينته أو قريته.

هذان الهدفان لا يتحققان بالنظام الفيدرالي وحده بدون اللامركزية. فالقائل من يضمن لي أن اللامركزية سوف تتحقق في حكومة موحدة لكل العراق؟ وأول جواب يتبادر للذهن هو: ومن يضمن أن اللامركزية سوف تتحقق في حكومة الإقليم؟..الذي يحقق اللامركزية هو حزمة قوية من القوانين والأنظمة, وبرلمان قوي يمثل كل العراق, وإعلام حر قوي يبين الأخطاء, هذه هي الضمانة الحقيقية سواء في النظام الفيدرالي أو الدولة الموحدة.الفيدرالية أبدا لا تعني إلا تقاسم السلطة السياسية في الدول, كل حزب بما لديهم فرحون . أما المركزية واللامركزية فهي نظام إداري بحت يمكن تحقيقه في العراق الموحد أو العراق المفرقة وكلاهما يحتاج لنفس الضمانات ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك