المقالات

رباط سالفة زاير كاظم..!

1884 2018-12-23

علي عبد سلمان

 

هذه المرة أيضا سآخذكم الى مرتع الحكمة الجنوبي الذي أخذتكم صوبه في مرات سابقة، ديوان قريتي الذي صيرني رجلا...وهذه المرة أيضا ألتقط لكم حكاية من حكايات ذلك الديوان المعبق برائحة القهوة ورنين فناجين "غافل" ساقيها...تقول حكاية "زاير كاظم" وهو راوي ديواننا العتيد :

في زمن قديم كان لأحد الأمراء سقاء يحضر الماء يوميا الى قصره، وكان السقاء يجلب الماء بجرتين واحدة على كتفه الأيمن والأخرى على الكتف الأيسر، وكانت جرة الكتف الأيمن سليمة وجرة الكتف الأيسر متشققة، وكان يملأهما يوميا بالماء ويذهب بهما الى الأمير الذي يأخذ الجرة السليمة ويعاف الجرة المتشققة...بسبب أنها فقدت نصف ماءها وأبتلت من خارجها وبدا شكلها مزعجا مقززا..

في أحد الأيام تكلمت الجرة القديمة المتشققة وخاصبت السقاء: لماذا ياسيدي تعذبني يوميا وتحملني الى الأمير الذي يرفضني ويأخذ زميلتي التي على الكتف الأيسر مما يجعلني أشعر بالذنب لأني أبقى ثقيلة على كتفك الأيمن..وأرجوك لهذا أن تتركني وتحيلني الى مكب النفايات فلم أعد أصلح للعمل..

عندها أجابها السقاء : غدا سأريك لماذا أحتفظ بك..!

وفي الغد وكعادته ملأ الجرتين وحملهما كل على الكتف الذي أعتاد أن يحمله عليها، ومشى بعض الطريق، ثم قال للجرة القديمة المتشققة: هلا نظرتي خلف، ألتفت الجرة فرأت أن ناحيتها التي تمر منها كل يوم، قد تحولت الى أرض خضراء مليئة بالرياحين والزهور، وأن نحلا وفراشات يدرن على الزهرات...أما الناحية الثانية التي كانت تمر بها الجرة السليمة فكانت جافة قاحلة لأنها لم تكن تترك ماء في الطريق...

السقاء التفت الى الجرة وقال لها: أنت ايتها القديمة هذا دورك وهذه رسالتك، ولا تقارني نفسك بالجرة السليمة التي ليس لها إلا سقاية الأمير..

سادتي القراء الأعزاء: "زاير كاظم" أنهى حكايته برباط السالفة ، فقال ((وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ وَمَاء مَّسْكُوبٍ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لّا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ * وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ لّا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ))

مجاهدي الحشد الشعبي هم أصحاب اليمين..وكل من شانئهم من المنخرطين بالسياسة هم أصحاب الشمال...!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك