المقالات

فيليو الخارج..أين أنتم؟!


طيب العراقي

 

يشكل اللبنانيين المقيمين في المهجر غالبية الشعب اللبناني، إذ يقدر مجموع الشعب اللبناني بـأكثر من 20 مليون نسمة، بينهم 15 مليون نسمة خارج لبنان، هاجر معظمهم لأسباب أقتصادية، ولضيق مساحة لبنان بهم.

اللبنانيين الـ 15مليون خارج لبنان، يحتفظون بعلاقات ممتازة مع أمهم لبنان، ويشكلون مصدر دخله الرئيسي، وهم جالية نشطة ومنظمة بشكل يثير الأعجاب أينما حلوا، الى درجة أن من بينهم من أصبحوا رؤساء دول ووزراء وساسة ونواب في بلاد المهجر، فضلا عن بنائهم إمبراطوريات أقتصادية كبرى..

قصة وجود الفيليين العراقيين خارج العراق؛ شبيهة الى حد كبير بقصة اللبنانيين، وإن أختلفت التفاصيل ودوافع الهجرة، فالفيليين هُجروا قسرا من ديارهم، وإقتلعهم نظام البعث إقتلاعا في سبعينات وثمانينات القرن العشرين، وتم رميهم خارج الحدود، في عملية إجتثاث وتطهير عرقي، قلما تكرر لها مثيل على مر التاريخ..

 لا توجد إحصاءات عن أعداد الفيليين في الخارج، لكن من المؤكد وإستنادا الى تقديرات منظمات مدنية محلية وعالمية، أن عددهم يتجاوز مليوني مهاجر ومهجر، وأن أغلبهم مرتبط بشكل ما، بروابط قوية مع وطنهم العراق.

الفيليون في الخارج ولعمق جراحاتهم وفداحة خسائرهم، أنكفأوا في أوائل أيام محنتهم على ذواتهم، يلعقون جراحهم النازفة، ولكن إحساسهم بمظلوميتهم، ورغبتهم بتعويض الفاقد الحضاري، دفعهم لاحقا وبسرعة الى أن ينهضوا أينما كانوا، ليتحولوا الى عناصر نشطة في المجتمعات الجديدة، بيد أن أحساسهم بالأنتماء الى العراق لم يغادرهم ولو للحظة واحدة.

مع حرص مهاجري ومهجري الجيل الأول من الفيليين، على تجاوز المحنة وعلى إبقاء الجذوة الفيلية متقدة؛ لدى الجيل الثاني والثالث، لكن هذا الحرص لم يكن كافيا وحده وبشكل مفيد، لإحداث تأثير في الوجدان العالمي تجاه محنة الفيليين وقضيتهم العادلة، إذ لم يصاحبه تنظيم للجالية الفيلية في الخارج لنفسها، في روابط وجمعيات ومنظمات فاعلة، وإن وجد مثل هذا التنظيم فإنه أتخذ أشكالا بسيطة ومحدودة جدا، لم تكن بحجم القضية الفيلية، وكثير منها تم تسييسه وتمت سرقته من قوى سياسية عراقية لخدمة اهداف سياسية، وسرعان ما افل واقفل معظم تلك المنظات ابوابه.

للوصول الى أفكار منطقية مفيدة، فإنه يتعين الأعتراف أن مجرد الشعور بالأنتماء الفيلي، ليس كافيا وحده لخدمة القضية الفيلية، والدرس اللبناني مفيد جدا وصالح للمقايسة، وتنظيم الجاليات اللبنانية نفسها أينما حلت بروابط وجمعيات، كان مفيدا جدا في المحافظة على الهوية اللبنانية، وكان مهما جدا في أن يقف العالم مع لبنان فيما تعرض له من مخاطر جسيمة أستهدفت كيانه ووجوده.

الفيليون في الخارج اليوم وأغلبهم لم تغادرهم"الروح الفيلية"، بل هم متمسكين بها بقوة، مدعوين الى تنظيم أنفسهم وبشكل عاجل؛ في روابط ومنظمات وجمعيات فاعلة ومسجلة دوليا؛ لتحقيق ثلاثة أهداف:

الأول هو خدمة أوضاعهم كجاليات في الخارج.

الثاني تأكيد هويتهم وإستنهاض المجتمع الدولي؛ للوقوف الى جانب القضية الفيلية العادلة والتعريف بها.

الثالث مد يد العون والمؤازرة لإخوانهم فيليي الداخل العراقي، وتمكنينهم من إستحصال حقوقهم المسلوبة، بوقفة مساندة مشرفة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك