المقالات

نعمة مفقودة غيرت الحاكم والخادم!

1896 2018-12-24

امل الياسري   سأل ملك وزيره:ما بال الخادم أسعد مني في حياته، وهو لا يملك شيئاً،وأنا الملك لدي كل شيء ومتكدر المزاج؟! فقال له الوزير:جرب معه فاعدة الـ( 99 )، ضع( 99 )ديناراً في كيس عند باب بيته في الليل، وأكتب عليه( 100 )دينار وأطرق الباب، وأنظر ماذا سيحدث؟ فعل الملك ما قاله الوزير، فأخذ الخادم الصرة، فلما عدّها قال: لابد أن الدينارقد وقع في الخارج، فخرج هو أهل بيته يبحثون عنه، وذهب الليل كله دون أن يجدوه. غضب الأب كثيراً على عائلته، لأنهم لم يجدوا الدينار الناقص، بعد أن كان أيام هادئة دائماً، وفي صباح اليوم التالي، ذهب الى عمله في القصر، متكدر المزاج، بائس الوجه، ناقم على حاله لأنه لم ينم ليلته، بحثاً عن الدينار الضائع، فعلم الملك معنى قاعدة الـ(99 )، والحكمة هنا أننا ننسى الـ(99 ) نعمة، وهبنا إياها الباريء عز وجل، ونقضي حياتنا بالبحث عن نعمة مفقودة واحدة، لم يقدرها لنا ومنعها عنا، لحكمة لا يعلمها إلا هو. عندما يحكي التأريخ لنا هذه القصص، فإنه يستشعر ما بعد الحكايات، فمعاناة الإنسان الكادح، كالخادم في القصة كبيرة جداً، لكنه سعيد جداً في الوقت نفسه، ولم يكن يحتاج لكيس من المال، مكتوب عليه(100) ديناراً، وفي داخله (99)ديناراً لكي يسعد عائلته به، فهناك الكثير من المنح والعطايا، كانت موجودة عند الخادم، ولم يأبه لزخرف القصر حيث يعمل فيه، آما وقد صار عنده بين ليلة وضحاها صرة من المال، فتلك هي المصيبة فلقد تغيرت حال الخادم كثيراً. تكتب الأمم التأريخ لكي تنتصر للحقيقة، وبعض من الناس مايزال يود، لو أن يعود زمن الطاغية المقبور ليحكمنا من جديد، والسبب نعمة مفقودة واحدة أودت بحياة الأبرياء، في حين أننا لم نلتفت لمقدار العطايا، التي منحنا إياها الباريء عز وجل بعد سقوط الدكتاتور، والحق كل الحق لهؤلاء في أن يفكروا في زمنه، وحلمهم بالعودة فما ذهب منا ليس بالقليل، ولكن لننظر للنصف الآخر من القمر، الذي يكون قسم منه مظلماً معتماً، والآخر مضاءً منيراً فهيا بنا. زمن الطاغية هادئ تماماً، لا جرائم ولا مخالفات إلا في السر، وجميع الناس بحالة نظام ولكن في ماذا؟ فبعضهم ينتظر بإنتظام دوره في الموت، لأن لم ينتمِ لحزب العفالقة، أو أن يصلي في الجامع، أو يقرأ القرآن، أو يذهب لزيارة الأربعين، وعليهم التصفيق من أجل أهدافه الخبيثة: (الوحدة والحرية والإشتراكية)،ويترجم شعاره القومي البائس: (أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة)، وجيش الفقراء المحاصرين يزداد يوماً بعد يوم، تحت طائلة بند سابع حقير، فما لكم كيف تحكمون؟! إحتراماً لكم وحباً بأنفسنا من إخوتنا، أنبؤوني عن النعم الـ(99)،التي نالها شعبنا طيلة( 35 )سنة من حكم البعث الهدام، لقد عشنا أيامه كلها في دم، ودمع، وقمع، وخوف، لم نذق فيها طعم الكرامة، حيث إنتشر الكدر، والفقر، والفساد، والرشوة بكل مفاصل حياتنا، ثم نأتي لنقضي حياتنا القادمة، في البحث عن الدينار الناقص، ألا وأن الحكمة تقتضي، أن نقنتع بما نحن عليه ونطور أنفسنا، ونبتعد عن النزق والهوس بالسلطة، فالمال خادم جيد لكنه فاسد أليس كذلك؟!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك