أحمدلعيبي
ساقتنا قلوبنا صوب صوت ينادي يسوع المسيح من قبة تشبه قبة الجامع لكن فوقها صليب وليس هلال وفي الطريق قال لي الشيخ سامي عمران موسى/لقد زال الخط الذي وضعه النجاشي في حادثة لجوء المسلمين إلى الحبشة خصوصا بعد أن كسر وهب النصراني هذا الخط واكمله احفاده من بعده في الحشد المسيحي الذي دافع عن العراق والمقدسات..
في كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك في قلب بغداد عاصمة المحبة والسلام وقفنا في قداس الصلاة وأعياد الميلاد المجيد..
كنت اسمع همس آذان في جرس الكنيسة..
وكنت أرى صينية القاسم مع شمعة المسيح ..
واشم دخان خيام الطف مع دخان البخور الذي يملأ المكان..!!
مع بدأ الصلاة وقفنا وكان هناك اربعة نسوة مختلفة الأعمار قرأت كل واحدة منها أمنية للعراق والعراقيين وبعد كل قراءة تتعالى الأصوات بالفرح والسرور..
كان الأب يقول في كلمته نحن متجذرون في الارض هنا منذ اكثر من ألفي عام اخوة متحابين لايمكن لإرهاب أعمى ان يبعدنا عن ارضنا ومقدساتنا والمسلمون اخوتنا ونحن جزء من هذا البلد..
الطريف في قداس الصلاة والشعائر أنها تشبه إلى حد كبير قسمآ من شعارئنا فالبخور والشموع والتبرعات من المصلين في القداس كانت حاضرة وكان في اقصى دكة المذبح كتاب موضوع على منصة يتناوب على قراءته مجموعة من الشبان يشبه إلى حد كبير مفاتيح الجنان الذي عندنا فهم بعد كل قراءة في الانجيل والصلاة يقرأون قسمآ منه وتنتهي كل فقرة منه بالتهليل والتكبير والتوحيد..
ودكة المذبح مثل محراب الصلاة لايسمح لأحد الوقوف عليها او المرور منها باستثناء الأب الذي يقوم بالصلاة وفي نهاية الصلاة يضع الأب ومساعده شيئآ للأكل بفم كل المصلين ويتم توزيع الهدايا للصغار فقط على دكة المذبح..
كانت وجوه المسيحين مستبشرة ونحن بينهم ترحب بنا عيونهم وقلوبهم واياديهم وكانت اناشيد الحب والسلام تتعالى باصواتهم واكفهم المرفوعة ..
وفي نهاية القداس دخلنا قاعة كبيرة لتناول طعام الميلاد كما اسماه الأب وجاءت قدور متوسطة الحجم محمولة بقطع قماش لأنها كانت ساخنه ووضعت على منضدة طويلة وقادني الفضول ان اعرف ماذا يحمل طعام ليلة الميلاد المجيد الذي يتناوله اخوتنا المسيح للبركة.
وبعد طابور متوسط وصل لي الدور لأرى ما هو طعام ليلة الميلاد المجيد وفي إناء صغير وضع الطعام ساخنآ وكان هريسة(كوبي بيست )من هريسة الزهراء التي نطبخها في محرم وبعض مناسباتنا الدينية ولأول وهلة دمعت عيني وانا اقول مع نفسي (أترى هل واست العذراء مريم سيدتنا الزهراء بهذا الطعام قبل ان يستشهد ؟؟او هل هنأت الزهراء مريم بولادة المسيح عليه السلام بذلك الطعام ؟..) تناولت الهريسه التي كانت ينقصها الملح قليلا وانا ابتسم مع نفسي وتدمع عيني فأحبسها بابتسامة اخرى مصطنعه..
غادرنا الكنيسة وصوت جرسها يعلو في سماء بغداد الحبيبة وفي نهاية الشارع كان هناك شخص يحمل ترمزآ للشاي ويوزع بأكواب بلاستيكة للمارة في الشارع مجانآ فمازحته قائلا(هل توزع شاي ابو علي بميلاد السيد المسيح )فضحكنا معآ..ضحكة وطن...!!
https://telegram.me/buratha