المقالات

هريسة الزهراء..في كنيسة مريم العذراء...!!

2546 2018-12-25

أحمدلعيبي

 

ساقتنا قلوبنا صوب صوت ينادي يسوع المسيح من قبة تشبه قبة الجامع لكن فوقها صليب وليس هلال وفي الطريق قال لي الشيخ سامي عمران موسى/لقد زال الخط الذي وضعه النجاشي في حادثة لجوء المسلمين إلى الحبشة خصوصا بعد أن كسر وهب النصراني هذا الخط واكمله احفاده من بعده في الحشد المسيحي الذي دافع عن العراق والمقدسات..

في كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك في قلب بغداد عاصمة المحبة والسلام وقفنا في قداس الصلاة وأعياد الميلاد المجيد..

كنت اسمع همس آذان في جرس الكنيسة..

 وكنت أرى صينية القاسم مع شمعة المسيح ..

واشم دخان خيام الطف مع دخان البخور الذي يملأ المكان..!!

مع بدأ الصلاة وقفنا وكان هناك اربعة نسوة مختلفة الأعمار قرأت كل واحدة منها أمنية للعراق والعراقيين وبعد كل قراءة تتعالى الأصوات بالفرح والسرور..

كان الأب يقول في كلمته نحن متجذرون في الارض هنا منذ اكثر من ألفي عام اخوة متحابين لايمكن لإرهاب أعمى ان يبعدنا عن ارضنا ومقدساتنا والمسلمون اخوتنا ونحن جزء من هذا البلد..

الطريف في قداس الصلاة والشعائر أنها تشبه إلى حد كبير قسمآ من شعارئنا فالبخور والشموع والتبرعات من المصلين في القداس كانت حاضرة وكان في اقصى دكة المذبح كتاب موضوع على منصة يتناوب على قراءته مجموعة من الشبان يشبه إلى حد كبير مفاتيح الجنان الذي عندنا فهم بعد كل قراءة في الانجيل والصلاة يقرأون قسمآ منه وتنتهي كل فقرة منه بالتهليل والتكبير والتوحيد..

ودكة المذبح مثل محراب الصلاة لايسمح لأحد الوقوف عليها او المرور منها باستثناء الأب الذي يقوم بالصلاة وفي نهاية الصلاة يضع الأب ومساعده شيئآ للأكل بفم كل المصلين ويتم توزيع الهدايا للصغار فقط على دكة المذبح..

كانت وجوه المسيحين مستبشرة ونحن بينهم ترحب بنا عيونهم وقلوبهم واياديهم وكانت اناشيد الحب والسلام تتعالى باصواتهم واكفهم المرفوعة ..

وفي نهاية القداس دخلنا قاعة كبيرة لتناول طعام الميلاد كما اسماه الأب وجاءت قدور متوسطة الحجم محمولة بقطع قماش لأنها كانت ساخنه ووضعت على منضدة طويلة وقادني الفضول ان اعرف ماذا يحمل طعام ليلة الميلاد المجيد الذي يتناوله اخوتنا المسيح للبركة. 

وبعد طابور متوسط وصل لي الدور لأرى ما هو طعام ليلة الميلاد المجيد وفي إناء صغير وضع الطعام ساخنآ وكان هريسة(كوبي بيست )من هريسة الزهراء التي نطبخها في محرم وبعض مناسباتنا الدينية ولأول وهلة دمعت عيني وانا اقول مع نفسي (أترى هل واست العذراء مريم سيدتنا الزهراء بهذا الطعام قبل ان يستشهد ؟؟او هل هنأت الزهراء مريم بولادة المسيح عليه السلام بذلك الطعام ؟..) تناولت الهريسه التي كانت ينقصها الملح قليلا وانا ابتسم مع نفسي وتدمع عيني فأحبسها بابتسامة اخرى مصطنعه..

غادرنا الكنيسة وصوت جرسها يعلو في سماء بغداد الحبيبة وفي نهاية الشارع كان هناك شخص يحمل ترمزآ للشاي ويوزع بأكواب بلاستيكة للمارة في الشارع مجانآ فمازحته قائلا(هل توزع شاي ابو علي بميلاد السيد المسيح )فضحكنا معآ..ضحكة وطن...!!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك