علي عبد سلمان
وقع كثير من الإعلاميين في خطأ توصيف وضع العراق في محيطه العربي عقب قمة بغداد، ووقع معهم كثير من الساسة في ذات الخطأ، وأحسب أن البعض كان يخطأ عن حسن نية، لكن حسن النية هذه الأيام قليل، والأدعى هو توخي سوء النية، وما قيل من أن اليقين هو القاعدة والشك هو الاستثناء، كان في زمن غير أستثنائي، نحن الآن في زمن استثنائي.
لذلك فإن الشك هو القاعدة واليقين هو الاستثناء...الخطأ هو أن يقولون أن العراق قد عاد لأداء دوره الرائد في الأمة العربية، وأن العراق كان مغيبا منذ 1990،.
الحقيقة أن العراق فقط الآن بدأ يأخذ دوره الريادي الذي يتناسب مع عمقه الحضاري، أما قبلها ، قبل 2003 ولغاية بداية تأسيس الجمهورية في عام 1958 والى حد ما قبلها، لم يكن ثمة دور رائد للعراق، فطيلة حكم البعث الذي أمتد من عام 1963 لغاية 2003 كانت حكومة العراق مباءة للتسلط والطغيان والقمع والاستبداد لشعبه، وكانت مصدر قلق وإيذاء ومتاعب وتآمر للأمة العربية.
نعم كانت حكومة العراق ونظام القمع ألصدامي الذي هي الوجه الرسمي للعراق، ملاذا وموطنا ومستقرا لأشباهه ومريديه وأتباعه، من عشاق الاستبداد ومروجيه والمتغنين بقامته المديدة من المتحلقين حول الموائد المجانية..
الذي نخشاه أن يكون الحديث المعاد تكرارا ومرارا عن "عودة" العراق لأداء دوره المحوري في المنطقة العربية، مقدمة "أستثنائية" في زمن أستثنائي لإنعاش آمال هؤلاء بموائد مجانية جديدة ومراتع يحلبون العراق فيها مجددا كما حلبوه طيلة قرابة قرن من الزمان..
https://telegram.me/buratha