زيد الحسن
( واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم ، والطف بهم ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً ، تغتنم اكلهم فأنهم صنفان اما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) هذا مقتطف صغير من الرسالة التي بعث بها امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام الى مالك الاشتر .
انتشر فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي لعراقي غيور ملئ قلبه قيحاً وفقد صبره ، ينتقد فيه ساسة العراق ، ويذكر ذهاب وفد رسمي من خمسة وعشرين مسؤولا حكومي الى دولة الامارات لمتابعة موضوع ( انقراض السلحفاة ) ويقول هذا العراقي ؛ ان الشعب العراقي هو من انقرض ولن تنقرض السلحفاة ما دام هناك مسؤول عراقي يهتم بعالم الحيوان .
المؤشرات جميعها تعلن ان العملية السياسية في العراق آيلة للسقوط ، بسبب اصرار الكتل السياسية على مبدأ المحاصصة وعدم تغليب مصلحة البلد على المنافع الحزبية والشخصية ، وعدم الالتفات لمعاناة الشارع العراقي ، موجة برد قارس تضرب اجواء العراق ولم يفكر أولو الشأن بشعبهم كيف يعيش ! الكهرباء اخذت اسم ( الوطنية ) وانكرتنا هذه الوطنية ، ولا نعلم كيف اكتسبت هذه التسمية وهي ميتة وجثة بلا حراك مذ خمسة عشر سنة بعد ان اكلت المليارات لإنعاشها ولم يفلح الامر .
التخبط في السياسة هذه الايام يزيد الطين بلة ويصعد من غضب الشارع يوماً بعد يوم ، واخر نكبة زرعت في قلوب العراقيين هي منح المصريين العاملين في العراق رواتب تقاعدية ، لن اخوض بتفاصيل القرار ، لأن التوقيت ليس في محله وخصوصا ان الفقر اصبح يطوق رقاب العراقيين ، فمن باب اولى القضاء على الفقر في العراق وبعدها يمكن التحدث في حقوق الغير من عدمه .
كان لدينا حلم ان تعتكف الحكومة الجديدة على سيرة ونظام حكم الامام علي عليه السلام وتنفيذ جزء ولو يسير منها ، وهذا ليس بالامر الصعب ولا بالمعجزة ، لكن يبدوا ان لا مناص لنا من البقاء تحت وطأة الظيم والقهر مع هذه السياسة المترعة بالفساد ، هؤلاء فقدوا الاحترام لأنفسهم فكيف سيحترمون ارادة الشعب .
بعض من امنيات العراقي اصبحت من عالم الاحلام ، حتى خيل لنا ان الكهرباء والماء والصحة والتعليم من الكماليات في حياتنا وليست من اساسيات العيش ، وأن هؤلاء الذين في سدة الحكم هم فقط من يستحق العيش ، وغيرهم وباء يجب القضاء عليه .
ياسيدي يا ابا الحسن نحن أخوة لهم في الدين ، ونحن لهم نظراء في الخلق ، لكنهم تعالوا علينا واجحفوا حقوقنا ، وطمسوا لنا اثارنا وجعلونا تراباً ، فهل نلوذ بالصمت أم نتبع خطاك وخطى سبطي رسولنا الكريم عليه وعليهم السلام ، ونزحف الى اوكارهم مرددين مقولة سيد الشهداء عليه السلام ( هيهات منا الذلة ) .
https://telegram.me/buratha