حيدر العامري
بعد اعلان الرئيس الامريكي "دونالد ترامب" الاربعاء 19 ديسمبر 2018 انسحاب القوات الأمريكية المتواجده في سوريا باتجاه شمال العراق الذي جاء بقرار منفرد من ترامب ماهو الا دليل على فشل السياسة الامريكية المتبعة من قبل ترامب في المنطقة.
فهناك رابح وخاسر من هذا الانسحاب المفاجئ، لا احد ينكر ان الانسحاب الامريكي سوف يصب في مصلحة حلفاء الاسد وسيزيد من احكام سيطرتهم على المناطق التي كانت خاضعة للسيطرة الامريكية.
فالرابح الاول من هذا الانسحاب هو الجمهورية الاسلامية الايرانية لكونها الحليف الاول لبشار الاسد في حربه ضد الجماعات المسلحة المتطرفة و على راسهم تنظيم داعش الارهابي.
اما روسيا مكسبها من الانسحاب سيكون اقل نسبيا وذلك لان وجودها في سوريا يقتصر على الدعم العسكري لتوفير الحماية للنظام السوري مقارنة بالوجود الايراني على الارض والذي يمتمد الى ما ابعد من ذلك كونها الداعم الاول للدول الاسلامية في حروبها ضد الارهاب والتطرف فوجودها استراتيجي حيث دعمها ليس فقط لسوريا بل العراق و لبنان واليمن.
اما الاسد فالانسحاب الامريكي يصب في مصلحة الته الاعلامية التي طالما حملت واشنطن مسؤولية وجود الارهاب في المنطقة والصحف السورية لم تتوان عن اعتبار الانسحاب فشلا امريكيا و انتصارا سوريا.
اما الخاسر الاول من هذا الانسحاب هم اكراد سوريا الذي فقدوا حليفهم الاساسي في المنطقة وتركوا معلقين بين مطرقة تركيا و سندان النظام السوري.
اما اسرائيل فتعد الخاسر الاكبر من هذا الانسحاب حيث تعتبر اسرائيل ان الوجود الايراني يعد خطرا رئيسيا يهدد امنها.
كما ان اسرائيل تشعر بالقلق ايضا من خروج اكبر حليفة لها قد يقلص من نفوذها الدبلوماسي في مواجهة روسيا الداعمة للحكومة السورية.
كل هذه المعطيات تدل على انتصار الجمهورية الاسلامية الايرانية على سياسة ترامب الخاطئة في المنطقة بشكل عام و سوريا بشكل خاص .
https://telegram.me/buratha
