المقالات

حراك نحو العراق !

1489 2018-12-27

سجاد العسكري

 

عندما تدعوا القوى الكبرى الى حرب مخطط لها , وفق معايير لعبة الفر والكر والايقاع بالاخر, وهي اساليب ناعمة خفية تبداء قبل الحرب او بداية مخطط جديد , الشعب او الشعوب لن تلاحظ ذلك ,لأن الظاهر امامهم صراعا ما , او مشكلة ما يجري الحوار بشائنها لحلها , لكن هل الحلول مرضية ام صحيحة للاطراف ؟!فتجيب الشعوب لا تعرف , والسبب انها تبداء بان لا يشعر بها احد , وقد توجج او تسرع من اندلاعها عوامل مفاجئة لم تكن بالحسبان.

وعادة مايبداء الحراك بافتعال طرفا اخر , دون النظر الى الاطراف الاخرى من فصائل او تيارات او دول , وانهم سيحيدون جميع الاطراف المتنازعة ويتحدثون عن طرف واحد فقط ! فمهما كانت الخلافات السياسية او اقتصادية ...عليها ان تصطبغ بالطائفية او دينية او قومية كانهم مؤمنين بمقولة غوستاف لوبون (حتى لو كانت الجماهير علمانية، تبقى لديها ردود فعل دينية)!

فعلى سبيل المثال التوقيت الحالي للانسحاب الامريكي من سوريا والذي دعى اليه ترامب عند تسنمه السلطة ,لكن لم ينفذه لأختلاف الاراء مابين ادارة البيت الابيض والكونغرس وهو ماعكسته التصريحات المتضاربة بينهما , على كل حال كان القرار مفاجيء للجميع , ان صح تنفيذه , قد ينذر بافتعال حرب مابين اطراف مدعومة من امريكا كقوات سوريا الديمقراطية "الكردية" والتي تطمح في الحصول على حكم ذاتي تمهيدا لأنشاء دولة كردية في شمال سوريا ,اما الطرف الاخر الفصائل المدعومة من قبل تركيا وتدخلها مباشرة .

قد تكون لأمريكا بدائل بعد قناعتها عدم استطاعتها من تحييد الجانب السوري باتجاه امريكا لذا عمدت للانسحاب ؛لكن استيراتيجياتها باقية فهي تعمل على تقليص دورها المباشر في الصراعات والحفاظ على مصالح امريكا العليا , فمهما تكهنا وفق المعطيات ستبقى الاطماع تحوم باتجاه العراق, وهنالك مخطط جديد يشمل المنطقة , ولابد ان ياخذ العراق حصته منه سلبا او سلبا ؟! فامريكا وبعد افشال مخططاتها في العراق تحاول خلط الاوراق داخليا وخارجيا , وعدم استطاعتها من تغيير النظام السوري رغم الضغوطات الهائلة والامكانيات الكبيرة , فخطوات الجانب الامريكي لاتدعوا الى الاطمئنان , فاكثر دولة مرحبة بالانسحاب هي روسيا , اما الاكثر قلقا هي اسرائيل التي ابدت احترامها للقرار الامريكي واعلنت منع ايران من تثبيت وجودها في سوريا ! ومن المعلوم ان امريكا لا تقدم على مثل هذا القرار الا بعد الاتفاق مع اسرائيل؟! وهو مايثير الشك والريبة! وهي خطوة نشر القوات الامريكية شرق سوريا وغرب العراق اي مناطق التي سيطر عليها داعش سابقا , وهو مايشير الى اتفاقية بقيادة امريكا تخدم اسرائيل , وتحد من تحركات محور المقاومة , وتطلق يد التنظيمات الارهابية؟!

هذه حقيقة امريكا التي لم تكن جادة في ايجاد حلول للازمات بل كانت طرفا لنشوء اطراف متعددة متصارعة مع بعضها واحلال الفوضى والاضطراب والاقتتال بدل الاستقرار والحوار , وهي التي عطلت الكثير من الحلول فيما يخص الازمة السورية , فامريكا تعسكر في قاعدة (عين الاسد) وهي اكبر قاعدة جوية غرب العراق , واقرب نقطة عسكرية الى الحدود العراقية السورية ؟! وينتشر على هذه الحدود قطاعات من الحشد الشعبي والذي يعتمد على استيراتيجية حيوية في التاثير على المجال السوري , فمن ضمن المخطط استهداف الحشد الشعبي ؟! فامريكا لديها في العراق مسمار جحا , وقميص عثمان!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك