علي عبد سلمان
لم يحسم مجلس النواب لغاية اليوم موضوع الميزانية، وليس من المؤمل ، ووفقا للمعطيات الراهنة أن يحسمها في أمد منظور، فالخلافات السياسية تصاعدت بشكل مثير، والوضع الأمني مقبل على تأزيم لا يمكن التغاضي عن حدوثه بسبب التوترات السياسية أو كناتج عرضي عنها، ولم يحسم ايضاً مواضيع مهمة مرتبطة بها او متفرعة عنها اوتترتب عليها، وهي مواضيع فائقة الأهمية وتمثل في نهاية المطاف مؤشراً على مدى ما انجزه (المجلس) من تشريعات خلال عام.
ان التشريعات تسن لغرض (تسهيل) حياة (المواطنين ـ الناخبين)، ومعظم التشريعات التي تتحول الى قوانين لها مخرجات مالية اما انفاقاً او ايراداً.. وفي هذا الصدد بقيت قضايا مهمة عالقة لها تشعبات مالية، من ذلك: أين ذهبت موازنات الأعوام السايقة ، وخصوصا موازنات الأعوام ما قبل 2014، التي وصفت في حينها بالانفجارية واخفقت معظم مؤسسات الدولة بانجاز مفرداتها او انجزت نسباً متدنية منها...
لم يفعل مجلس النواب شيئاً ازاء هذا الاخفاق ولم يظهر منه ايضاً مايدل على متابعة جدية للا نفاق، وفي عين الوقت فان مسألة تخصيصات ميزانية اقليم كوردستان وما يرتبط بها من قضايا تتعلق بضرائب ورسوم لم تسدد منذ عدة سنوات.
ان اموراً مهمة وخطيرة يبدو انها ستمرر على العراقيين ولم يفعل مجلس النواب شيئاً جوهرياً لتطمينهم ازاءها وجاءت معالجاته مؤقتة، فوزارة التجارة ماضية في خطتها التي لم تخفِها لتخفيض مفرادات البطاقة التموينية والغاء بعضها وهي تعد العدة لاكساب هذه الخطة غطاءاً قانونياً، ووزارة التربية تخلت عن التزاماتها التي يفرضها عليها قانون الزامية التعليم ومجانيته، ومن يدري فربما تعلن عدم مسؤوليتها عن العملية التعليمية برمتها وذلك على ضوء الأنتشار المضطرد للمدارس الخاصة..
ميزانيات الأعوام السابقة تعيد الى الأذهان المثل الشعبي العراقي: راحت فلوسك ياصابر...! ولم نع لا الآن أن صابرا هذا هو شعب اسمه الشعب العراقي...!
https://telegram.me/buratha