أحمد عبد السادة
في السنوات الأخيرة، وبعد استفحال سرطان الفساد في جسد العراق، أطلقت المضخة البعثية الإعلامية عبارة تلقفها بعض بسطاء التفكير وفقراء الذاكرة بسرعة وقاموا بترديدها بلا وعي. هذه العبارة هي: (ان السياسيين الحاليين بيّضوا وجه صدام)، في إشارة إلى فساد الطبقة السياسية الحالية وتخبطها وسوء إدارتها، وذلك من أجل إيصال الناس إلى قناعة مفادها: (ان النظام الحالي أسوأ من النظام السابق)!!.
نعم. غالبية الطبقة السياسية فاسدة وفاشلة وذات أداء ضعيف وغير مقنع، ولكن كل هذا (السواد) الحالي لا يمكن أن يجمّل أو يبيّض (سواد) صدام، ولا يمكن أن يبرر حنين (البعض) لأيام البعث السوداء، وذلك لأن (السواد) الحالي يمكننا تحديه ومواجهته ومعارضته وتغييره بالتدريج مع الاحتفاظ برقابنا سالمة، في حين أن (سواد) صدام سيقودنا حتماً إلى المشانق والمقابر في حال مواجهته.
في (السواد) الحالي توجد مصابيح من الأمل، أما في (سواد) صدام المطبق فلن تجد سوى مصابيح من اليأس في زنزانة خانقة ومؤبدة.
إنّ كل سواد الكون لا يمكن أن يبيّض سواد وجه صدام!.
https://telegram.me/buratha
